عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Jun-2025

"همسات ليلكية" ديوان جديد للشاعرة ليلاس زرزور

 الدستور – نضال برقان

 
عن دار التجمّع العربي للنشر والتوزيع بالقاهرة، صدر حديثا ديوان جديد، للشاعرة السورية المقيمة بهولندا ليلاس زرزور، يحمل عنوان "همسات ليلكية" الديوان جاء في مئة واثنتين وستين صفحة من القطع المتوسط، ويتضمن عددا كبيرا من الرباعيات الشعرية، التي جاءت على النمط العمودي الشعر العربي الأصيل، وهي مقطوعات تتألف من أربعة أبيات شعرية لكل مقطوعة فقط، وتعالج فكرة خاصة.
 
أفكار الرباعيات في هذا الديوان دارت في فلك الوجدان والوطن والشعور الديني، وما يتفرع عنها من حنين ووجد وشوق، وتأمّلات صوفية تعبر عن توق الروح للمطلق، تقول الشاعرة عن مضامين ديوانها ".. يضم رباعيات شعرية تتناول موضوعات متعددة، حاولت فيها أن ألامس نبض الإنسان، وهمّ الوطن، ودفء العاطفة، وجمال الحكمة، وقدسية النبوة وتنوّعت مضامينه بين الغزل الصادق، والحنين إلى سوريا وحلب، وتوقٍ دائم لفلسطين الحرة، وتبجيل لرسول المحبة والرحمة محمد، صلى الله عليه وسلم...".
 
الديوان الذي كتب مقدمته الشاعر الأردني سعيد يعقوب سبقته عدّة دواوين للشاعرة منها: زدني عشقا، على همس الوريد، تراتيل عاشقة، مهلا أيها السنونو، لي في هواك قصيدة، ما يشبه الحنين أو أكثر ن للحب بريق آخر، معك يكتمل الضوء، ومسرحية شعرية بعنوان الحب الأبدي قيس وليلى، وغيرها.
 
وممّا جاء في مقدمة سعيد يعقوب للديوان قوله: "... وهنا أؤكّد أن الشعر بدأ بالأبيات القليلة ثم زاد عدد الأبيات في قصائد الشعراء ليصل المئات منها في القصيدة الواحدة وها هو اليوم يعود إلى البيت المفرد والتوقيعة والإيماضة، وإلى البيتين وإلى النتفة والمقطوعة، بل عصرنا هذا يمتاز بالأبيات القليلة المكثّفة الموجزة المختزلة المختصرة الموحية، التي تحترم عقل القارئ وتترك له هامشا من الفراغ ليملأه بخياله، مما يعزز شراكة حقيقية بين منتج النص ومتلقيه، وهي كذلك تبتعد عن الزوائد اللغوية وما لا حاجة له وتقوم على شفط الدهون الكلامية والثرثرة الفائضة عن الحاجة، التي أصبحت تثقل كاهل القصيدة وتحدّ من مرونتها ونشاطها، بما يشكل وجبة خفيفة ودسمة في آن واحد، وصحيّة للقارئ الذي لم يعد لديه الوقت في عصرنا، هذا عصر السرعة والاستهلاك والآلة والعمل لقراءة المطوَّلات، ولعلَّ شاعرتنا المبدعة ليلاس زرور أدركت هذا كلَّه فأخرجت لنا هذا الديوان الرائع، على هذا النحو الرشيق الأنيق، فهو في أغلبه الأعمّ مقطوعات شعرية في ذروة الروعة والجمال، لا تزيد الواحدة منها عن أربعة أبيات، فيما بات يعرف بالرباعيات التي تقوم على أربعة أبيات فقط، وهو يكاد يصبح فنا قائما بذاته له قواعده وأصوله، ففي كلّ مقطوعة هناك فكرة تدور الأبيات حولها وتأتي الصورة الشعرية موظَّفَة في خدمة الفكرة، لا كما نلحظ في هذه الأيام من قصائد تقوم على الصور فقط غير المترابطة مع خلو تام من الفكرة أو الرسالة التي إن خلا منها شعر لم يعد له قيمة أبدا، إنّ تَنَقَّلَ القارئ بين هذه المقطوعات سواء في موسيقاها الخارجية أو الداخلية أعني بحورها الشعرية وانسجام حروفها وتآلفها،أو تغيُّر قوافيها يُبْعِدُ عن القارئ الملل، ويشوِّقه لمتابعة القراءة، وتُحْدِثُ له الصور الشعرية بما فيها من انزياحات ومجازات واستعارات وتشبيهات وكنايات وتراسل حواس متعة ونشوة، ممّا يؤكِّد أهمية استجابة الشعراء لما تفرضه احتياجات العصر، وذائقة الناس الذين يعيشون فيه ليحصدوا إعجاباهم ويظفروا بدهشتهم، التي أرى أن الشاعرة المبدعة ليلاس زرزور قد نالت وستنال منها كثيرا وكثيرا، ما بقي شعر يُقرأ وما بقي أناس يتذوقون الشعر ويحتفون به". 
 
ومن أجواء الديوان نقرأ: 
 
فَدَتْكَ الرُوحُ يا بَلَـدَ الكِرامِ
 
وَدامَ المَجْدُ من عامٍ لعامِ
 
وَمن كلّ الحُرُوبِ وَمن أذاها
 
وَقاكَ اللهُ يا وَطَنَ السَلامِ
 
حُدُودُكَ في مدى التاريخِ أمْضى
 
على الأعداءِ من حَدِّ الحُسامِ
 
فإنْ شَحَّتْ زُهورُ الأرضِ عطْراً
 
نشُمُّ ثراكِ يا أرضَ الشآمِ