عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    31-Jul-2025

الإتيكيت والبروتوكول: مقاربات حضارية وسلوكيات معاصرة

 الغد-عزيزة علي

يأتي كتاب "الإتيكيت والبروتوكول: الأخلاق وفن الخصال الحميدة"، ليقدّم إضافة نوعية في مجالي الأخلاق والسلوك الاجتماعي، حيث تسعى المؤلفة، الدكتورة أماني غازي جرار، إلى رسم ملامح واضحة لأسس التعامل الحضاري، من خلال تناول قواعد الإتيكيت والبروتوكول بوصفها ركيزةً من ركائز الوعي الإنساني والمهني، ووسيلةً فعّالة لتيسير التفاعل الإنساني الراقي في مختلف السياقات.
 
 
يهدف هذا الكتاب الذي صدر عن دار البديل للنشر، إلى الجهد العلمي الذي يعمل على توفير قاعدة معلومات أساسية للمهتمين ببناء الشخصية المتميزة في الحياة والعمل، لا سيما في المجال الدبلوماسي، وفي المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والدولية. كما يستهدف فئة الدبلوماسيين، والمهتمين بشؤون العمل الدولي، والعاملين في مجالات الإعلام، والعلاقات العامة، والشؤون الدولية، في مختلف القطاعات.
 
ويتميّز الكتاب بمحاولة تقديم محتوى مُكثف يجمع بين الفائدة والحداثة في عالم البروتوكول والإتيكيت، حيث لا يكتفي بسرد المعلومات، بل يعزّزها بتوضيحات بصرية عبر مجموعة من الأشكال والنماذج التي يمكن الاستفادة منها في الحياة المهنية والاجتماعية، بما يرسّخ مفاهيم الأخلاق والسلوك القويم.
جاء الكتاب في خمسة فصول؛ يبحث الفصل الأول في فن الأخلاق الحميدة، ويعرض الفصل الثاني أساسيات الإتيكيت والبروتوكول من حيث المفاهيم والعلاقات التشابكية التي توضّحها. أما الفصل الثالث، فيتناول فنون الإتيكيت وقواعد البروتوكول بشكل مستفيض، في حين يناقش الفصل الرابع العلاقات الدولية والعمل الدبلوماسي، بوصفها قاعدة أساسية لهذا المجال المتصل بموضوع الكتاب الرئيسي. ويختتم الفصل الخامس بخلاصات تتعلّق بالإتيكيت والبروتوكول، مع بيان الانعكاسات الحضارية لهما.
في مقدمتها للكتاب تقول جرار إن الكتاب يتناول قواعد الأخلاق الحميدة ذات الأثر الإيجابي في التعاملات الإنسانية، والتي تعكس طابعًا حضاريًا راقيًا. كما تسلّط المؤلفة الضوء على أبرز المتطلبات الأساسية لتميّز العمل الدبلوماسي، لا سيما ما يتعلّق بالامتثال لقواعد البروتوكول والإتيكيت.
يهدف هذا الجهد، بحسب المؤلفة، إلى توفير قاعدة معلومات أساسية للمهتمين ببناء شخصية متميزة في الحياة والعمل الإنساني، وكذلك للعاملين في مواقعهم المختلفة، ولا سيما في المجالات الدبلوماسية، وفي المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والدولية على حدّ سواء.
وتشير جرار إلى أن الكتاب يتميّز بتقديم جهد يُوجز المفيد والجديد في عالم البروتوكول والإتيكيت، حيث لا يكتفي بسرد المعلومات والحقائق الضرورية للعمل، بل يعرضها بأسلوب توضيحي مدعّم بالأشكال والنماذج أينما أمكن.
وتضمّن الكتاب مجموعة من الرسوم التوضيحية والنماذج التطبيقية التي يمكن الاستفادة منها في العمل الدبلوماسي، والعلاقات العامة، والشؤون الدولية، وكذلك في الحياة العامة والاجتماعية، بما يعزّز الالتزام بالأخلاقيات والسلوك الاجتماعي السليم، والتحلّي بفن الأخلاق الحميدة.
وتقول المؤلفة إن الكتاب يعكف على تقديم مقاربات حضارية تُبيِّن أسس وقواعد الإتيكيت والبروتوكول في العمل الدبلوماسي وفي السلوك الاجتماعي الإنساني. وقد سعت الباحثة من خلاله إلى استعراض أهم المراحل التاريخية والحضارية التي استقى منها فن الإتيكيت والبروتوكول تطوراته حتى يومنا هذا.
وقدمت الباحثة في هذا السياق مقاربات حضارية ركّزت على عدد من القضايا، أبرزها ما يُمثّل انعكاسات حضارية، كبحث أدبيات العلاقات الدولية، والنظام العالمي، والمجتمع الدولي، ودراسة أثر هذه المفاهيم على الدبلوماسية في عالم متغير. كما تناولت أثر الالتزام بالإتيكيت في ظل الصراعات العالمية، ولا سيما في سياق صراع العولمة والثقافات الإنسانية.
ويقدم الكتاب رؤية أخلاقية معيارية تحاكي قيم العالم المتحضّر والإنسان المتحضّر، من خلال المقارنة بين الواقع القائم الذي نعيشه، وما هو ممكن ومأمول في عالم السياسة، وبين الواجب الأخلاقي المنشود.
وحول مفاهيم الإتيكيت والبروتوكول والعلاقات المتشابكة بينها، تقول جرار، إن الإتيكيت هو سلوك يتّسم بغاية التهذيب، وينطوي على احترام الذات واحترام الآخرين، إلى جانب حسن التعامل معهم. ويُشكّل بذلك مجموعة من الآداب والخصال الحميدة، أو ما يُعرف بالسلوك المقبول اجتماعيًا. ومن هذا المنطلق، يُعد الإتيكيت فنًّا من الفنون، يقوم جوهره على احترام الذات والآخرين والتعامل اللائق معهم.
كما يُعرَّف الإتيكيت بأنه أحد أوجه آداب السلوك الاجتماعي، ويشمل المعاشرة، والخصال الحميدة، والتصرف بلباقة، وتقديم المجاملة في المواقف المختلفة. ويتميّز الإتيكيت بامتلاكه مجموعة من القواعد التي تضبط سلوك الإنسان وتعامله مع الآخرين، مما يُسهم في الارتقاء العاطفي، وتشكيل صورة إيجابية عن الفرد في أذهان من حوله، كما يشير إلى ذلك "بوجنانة وقباي ورحال (2022)".
وترى المؤلفة أن لكل مجتمع عاداته وتقاليده الخاصة التي يمارسها الأفراد بشكل عفوي، وتختلف هذه العادات والتقاليد من مجتمع إلى آخر. ومع ذلك، فإن أنماط السلوك الراقية يمكن لكل إنسان اكتسابها بالتعلُّم، وهي ما يُطلق عليه "الإتيكيت".
فالقواعد السلوكية والآداب لا تُقيِّد تفكير الإنسان أو مبادراته، بل تُنظّم تصرّفاته وتهذّبها. وتتمثل القاعدة الأساسية لهذه الآداب في احترام سلوك الآخرين ونمط حياتهم، وهو شرط أساسي لاكتساب احترامهم بدورهم.
وتُشير المؤلفة إلى أن جميع الأديان السماوية تحث على مكارم الأخلاق، وتدعو إلى احترام أخلاق الأمم. كما تُبرز وجود فروق واضحة بين ثقافات الشعوب وعاداتها وتقاليدها، مقارنةً بقواعد السلوك في المجتمعات المختلفة. فالسلوك هو المعيار الحقيقي الذي يُقاس به الإنسان، ولا يمكن تجاوز الفجوات الحضارية بالإسراف في الإنفاق أو التظاهر بالحداثة، بل إن مراعاة السلوك والآداب تُعدّ المعيار الأساس للإنسان المتحضّر.
وتُبيِّن جرار أن مصادر الحضارة الغربية "الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتاريخية"، تختلف اختلافًا جوهريًا عن مصادر حضارتنا. وليس من الضروري أن يؤدي اقتباس بعض المظاهر السطحية، كأنماط الملابس، أو الأدوات المنزلية، أو بعض المنتجات الاستهلاكية، إلى امتلاكنا جوهر حضارة الدول المتقدمة.
وتتطرق المؤلفة إلى مفهوم العلاقات الدولية، ولا يقتصر على العلاقات بين الدول فقط، بل يشمل أيضًا العلاقات القائمة بين الدول والمنظمات غير الحكومية، مثل المؤسسات الدينية، ومنظمات الإغاثة الإنسانية، والشركات متعددة الجنسيات. كما يشمل العلاقات بين الدول والمنظمات الحكومية الدولية، مثل منظمة الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي.
كما يُثير مفهوم العلاقات العامة الدولية، العديد من الإشكاليات النظرية والتحليلية، لا سيما فيما يتعلق بتعريفه وحدوده، وتداخله مع مفاهيم أخرى تتقاطع معه في العديد من الجوانب. وتركّز السياسة الدولية على دراسة الكيفية التي تتعامل بها الدول مع السياسات الخارجية التي تنتهجها القوى والأطراف الفاعلة في النظام الدولي، وفي مقدمتها الدول نفسها، سواء تعلق الأمر بمواقف التعاون أو الصراع، أو بالتعامل الروتيني المنتظم من خلال قنوات الاتصال، والتنسيق، والتشاور، والتفاوض باستخدام الوسائل والأدوات الدبلوماسية المعترف بها دوليًا.
أما العلاقات الدولية، فإطارها أوسع وأشمل؛ إذ تمتد لتغطي جميع صور العلاقات التي تنشأ بين المجتمعات، والشعوب، والجماعات الفاعلة في الساحة الدولية، سواء كانت علاقات سياسية أو غير سياسية، رسمية أو غير رسمية. ومن هذا المنطلق، جاء هذا الكتاب بفصوله الخمسة ليسلط الضوء على مفهوم العلاقات العامة الدولية، ويُحلل مدى ارتباطه وتداخله مع العلوم الأخرى.