عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Dec-2025

توسيع دائرة الكراهيه - وبذور مُهجَّنَة للصراع "*د بسام الساكت

 الراي

الأردن دولةٌ واثقة ،مستقرة عمقها تاريخي وجيوسياسي في المنطقه ، رغم أنف الظالمين والحاسدين. يعتزُّ أهلها بمسيرة وفاء وترفع راية التآلف الاجتماعي ، والاعتدال والتواصل الحضاري الإنساني ، بين أبنائها وبينهم والشعوب .كما وينبض اهل الأردن بطاقة بنّاءة. فبلدهم موطن سلام ومحبة لا موطن كراهية وحروب وحقد وعنف. ذلك امتداد إرثُ وُلاتِه الـروحي الانساني؛ بلد إحتضن مراقد ومقامات أنبياء الله ورسله والصالحين -هو "حاضنةُ الاعتدال"في المنطقه ؛محترمةً مواقفه، رُغم الأضداد ؛ يده ممدودة للإصلاح والصالحين ، جلبت له التقدير المؤسسي الدولي والفردي ؛ حريص موحّد متماسك مدافع عن نفسه وإخوته بالعقل ،والحزم ، ويرفض الاعتداء، من اي مصدر ، على هذا الإرث الحضاري.
 
فالأوطان بنظر الأردن أرض ،وتاريخ ، "ودورٌ مقدس" وقيم ،وتراث وتواصل مع العالم، يحترم ويُجِلُّ التشريع والقوانين الدولية ؛ يؤمن ان ارضه وتراثه أمانة من الله؛ فهو راعٍ للمقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى إرث الإنسانية على ارضه وفي فلسطين ؛صامد لا تُغريه ،وتأثّر فيه و لا تزعزع إيمانه ، مؤونات مادية او ضغوط. وفي كل ساحة ومناسبة يرفع راية قِيَمِه ويُبْرِزُ "دورَهُ" . ولقد شاهدنا وسمعنا مليك البلاد ، قبل ايام "مُجَدَّدَا" ، ومُجَدِّدًا، يؤكد على "التآلف"، ومنه الحفاظ على "الوجود"العربي المسيحي في فلسطين وفي منطقتنا العربية في وجه سياسة الاحتلال "الطَّارِدة المُهجِّرة" لهم ولاخوتهم خارج فلسطين وغزة وسوريا والعراق ولبنان. والارقام توكّد تناقصاً ملموساً في عددهم في جميع تلك البلدان. وفي فلسطين هبطت نسبة المسيحيين العرب الى حدود تتراوح بين 2.0 - 3%و أدنى من.05% في غزة ؛ ويُعَدُّ هذا خطراً ، يدعو الملِكُ بجرأة للتصدي له. فأهلنا المسيحيون "مُكَوِّنٌٌ أصيلٌ " فينا وعلى ارضنا وفي تراثنا وعقيدتنا. ونداءُ الملك مُجَدَّدًا ، قبل ايام، كان"صافرة إنذار"محلية إقليمية ودولية . فلقد حمى الأردن أهله بمكوناته جميعها ،بالتآلف والاعتدال، لا بالتطرُّفِ والعصبية.
 
إن الاوطان امانة ، فالأردن، أرضا ، وأكنافه ،امانة الأردنيين والصالحين ،دونها الأرواح َوالمُهج . وتلك "جينات "مزروعة فيه من الخالق ، تُولِّد ُ "المواقف "المتينة الأمينة ؛ كما وان فلسطين أمانة لاصحابها الفلسطينيين - صامدون فيها ،محافظون على إرثهم ؛ يرفضون أن تُسْلَبَ أرضهم او تمنح ظلماً ، لمستثمرين غرباء ،مغامرين عابرين ؛ ولا هي معروضة للبيع او يقبلون بديلا عنها ؛ .
 
• ولا يرضى الأردن بل يرفض ، ان يكون طرفا "شريكاً "في جريمة التهجير والتعدّي على حقوقة، أو على نواميس العدل الدولية الناظمة . كما لا يرضى للدول، أن تشارك في ذلك. فإن شاركت جهة ما كأميركا ، أو أوروبا ، فذلك بمثابة إعلان منها أن سياسات الاعتدال المغروسة في المنطقة غير ذات جدوى ، كما أن ذلك دليل أنها دول ليست موضع ثقة من الأصدقاء والحلفاء !! ومحصلة ذلك كله إضرار بمصالحها في عالم فيه اجيال جديدة أصبحت واعية ، تميِّز بين الضحية والمُعتدي، وفي ظل تنافس دولي على المنطقه !وإذا كان لاصحاب المشاريع المطروحة بخصوص الفلسطينيين ، مبعث إنساني ،فليدركوا مسبقاً أن الفلسطينيين قوم راسخون تاريخيا وحضاريا يحلمون بالحرية وبالسلام لإعمار ارضهم ، وما هدمه الإحتلال ، ومعالجة ڤيروسه المتحوِّر .
 
والغرب، اكثر من غيره ، شاهد على ما جرى ويجري من ظلم ؛ بلْ بعضهم شريكٌ في "الحصاد المرِّ" في منطقتنا العربيه ؛وعليه ألاّ يعمّق الجراح وينقلها من جيل الى جيل ويطيل الظلم على الفلسطينين ، والمنطقه ؛
 
فليسمحوا لنا مدعوا التقدم والإنسانية في الغرب ، ويعطوا الفرصة لأهل فلسطين ويتركوهم بسلام ،"يجمعوا شملهم" فهم شعب جدير بالحياة، كغيره ، قادر على معالجة مستقبله بنفسه. وكذلك شعوب منطقتنا .
 
نحن في المنطقة،وبالاجماع ،اهل محبة وسلام ، نُرحِّب ُبإعادة المستوطنين الدخلاء والغرباء ،الذين زرعهم الاحتلال في الضفة الغربية وغزة والجولان ولبنان ، ونرحب برحيل هؤلاء إلى مواطنهم في الغرب والشرق ، حتى ولو مدفوعة كلف عودتهم !. فلهم أوطان تركوها ، وكان بعضهم ضحايا التضليل. ولهم هناك متسع مادي وحضاري ،أكبر .
 
إن الاعتداء على الفلسطينيين في مدن الضفة وقراها جرم ،وتَعَدٍ زاحف ،وإلهاء مُنَظَّم، وبمثابة زرع "بذور مهجّنة للصراع". وفي التهجير ،"توسيع لدائرة الغضب والكراهية والفتن، في المنطقة، وأبعد .
 
نحن في الأردن نعيش في موطن واثق بأهله وقيادته.هو "حاضنة للاعتدال والسلام" ، ولا يقبل تحويله الى "حاضنة للكراهية" من خلال خلخلة نسيجية ومكوِّنه السياسي والاجتماعي والاقتصاديّ ؛ وإن إدامة الاستقرار وإحترامه ،في الاردن الحضاري ،وفيما يحيطه من دول عربية مستقله، كالشقيقة المملكه العربية السعودية ، والعراق ومصر ، وسوريا ولبنان ،هو في مصلحة إقليمنا ،كما هو في مصلحة السلم الدولي
 
. ويبقى "يُلِحُّ دوما" ، والان أكثر ،الحاجة لخطوة مُستَحِقَّة من إخوتنا الفلسطينيين في الضفة وغزة ، لإعلان عاجل على "إجماع فلسطيني" على طرف موحِّد ، ذو مرجعية واحدة - لا أطراف - لإدارة دولتهم المستقلة على ارضهم ، مترفعين عن الفردية ونحو التوافق المؤسسي، ففي ذلك حوكمة راشدة ، لا تَدَعَ للظالمين والخصوم الغرباء ذريعة أن هناك فراغا في المرجعية الفلسطينية، كما في ذلك تقوى من الأخطار القائمة والقادمة. ونحن جميعا معهم،ليس فقط من قبيل القُربى فقط ، بل ايضا من باب "المصلحة والأمن ،والاستقرار" ، فجميعها تفرض عليهم إنهاء التحزُّب والفرقة والطموح الفردي في الحكم ،مُعلين مصلحة فلسطين واهلها فوق كل هدف ضيق .انهم شعب واعٍ لكنه ظُلِمَ عبر العصور من الخارج من المستعمر ، ومن الداخل من "سوء التدبير السياسي ".