عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Nov-2025

الكيان الإسرائيلي.. الإجرام غايته*حسن فهد ابوزيد

 الدستور

منذ نشوء هذا الكيان السرطاني الخبيث في قلب الشرق الأوسط، بقيت قاعدته الأساسية التي تحكم سلوكه ثابتة لا تتغير: القوة أولًا، والقمع وسيلته، وفرض الأمر الواقع غايته.
 
فكل الحروب والتسويات والاتفاقيات التي مرّت بها المنطقة لم تُبدّل من نهجه شيئًا؛ بل أعادت إنتاجه بصور مختلفة  تارة ناعمة تحت مسمّى «السلام»، وتارة دامية بارتكاب أبشع الجرائم على مرأى من المجتمع الدولي.
 
وما يجري اليوم في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان وشمال سوريا خير شاهد على ذلك، حتى بات رئيس حكومة الاحتلال نفسه يتجول في أراضٍ سورية بطريقة مستفزة ومثيرة للجدل، في خرق فاضح للاتفاقيات الدولية، وبرعاية أمريكية لا تحرّك ساكنًا تجاه كل هذه الانتهاكات.
 
كيان غادر، لا مبدأ له، لا يحترم المواثيق الدولية ولا الإنسانية، ولا يلتزم بوسيط أو شريك. وهو ينفذ سياساته التي ترفضها كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية، على مرأى من العالم كله  العربي والإسلامي والدولي.
 
فلماذا يستمر هذا النهج؟ وإلى متى؟ وما الذي يجعل هذا الكيان يتمادى ويغرق أكثر في الإجرام وسفك دماء الأبرياء؟
 
الإجابة تكمن في عدة أسباب رئيسية:
 
لماذا يستمر الإجرام الإسرائيلي؟
 
1. غياب المحاسبة الدولية
 
طالما أن الكيان يعتبر نفسه فوق القانون، ومحصّنًا بفيتو سياسي وعسكري ومالي من أكبر قوة في العالم، فلا شيء يدفعه للتراجع.
 
وحين تغيب المحاسبة، يصبح الإجرام قرارًا بلا كلفة.
 
2. منطق القوة لا السياسة
 
إسرائيل لا تؤمن بالحلول السياسية، بل بما تسميه «الردع»، والردع لديها يعني: المزيد من القتل، والمزيد من الاحتلال، والمزيد من التدمير لكسر إرادة الشعوب وإخضاعها.
 
3. ضعف الموقف العربي وتشتّته
 
الانقسامات لدى بعض الدول العربية وغياب موقف موحّد يمنح إسرائيل هامشًا واسعًا لمواصلة سياساتها دون أي خشية من رد فعل عربي فعّال يتجاوز البيانات التقليدية.
 
4. مكاسب سياسية داخلية
 
قادة الاحتلال يعالجون أزماتهم الداخلية بالحروب.
 
كلما اشتدت الأزمات   فساد، فشل سياسي، تهديدات بالمحاكمات   يلجؤون إلى التصعيد لصناعة إجماع داخلي.
 
والحكومة الإسرائيلية الحالية مثال صارخ على ذلك، فهي تضمّ مجموعة متطرفة لا تعشق إلا الدماء واغتصاب الحقوق.
 
ما الحل؟ وكيف يُردع هذا الكيان؟
 
الإجرام سيستمر برأيي  إلى أن تتغير معادلات أساسية، أهمها:
 
1. تغيّر موازين القوة على الأرض
 
حين يدرك الكيان أن العدوان لم يعد طريقًا للهيمنة، وأن المقاومة فكرة لا يمكن القضاء عليها، وأن كلفة الاحتلال أصبحت باهظة عسكريًا واقتصاديًا، عندها فقط سيبدأ بالتراجع.
 
2. تغيّر الإرادة الدولية
 
عندما يتخلّص العالم من هيمنة القطب الواحد الداعم للاحتلال، وتقتنع الدول الكبرى أن استمرار الاحتلال ومنع قيام الدولة الفلسطينية أصبح عبئًا أمنيًا وسياسيًا، ستتبدل لغة المجتمع الدولي.
 
3. وحدة الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي
 
وهذا هو العامل الأهم.
 
فإن اتحدت الإرادة السياسية، وشُكّل موقف عربي–إسلامي موحّد وضاغط سياسيًا واقتصاديًا، تتغير قواعد اللعبة بالكامل، ويُفرض التوازن الذي يحقق العدالة والاستقرار.
 
* الموقف الأردني الثابت
 
كان الموقف الأردني  وما زال من أبرز المواقف العربية وضوحًا وشجاعة.
 
فالقيادة الأردنية وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني أكدت مرارًا في كل المنابر الدولية:
 
نعم لحل الدولتين.
 
نعم لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
 
لا للتهجير.
 
لا للاستيطان.
 
السيادة العربية لك الدول العربية واحترام القانون الدولي خط أحمر.
 
والوصاية الهاشمية على المقدسات ثابتة لا مساومة عليها.
 
وهو موقف تعرفه أميركا ويدركه العدو قبل الصديق.
 
ختاماً لا ظلم يدوم، ولا قوة تبقى مطلقة.
 
والشعب الذي صمد قرنًا كاملًا، وواجه كل أشكال الإجرام، لن تكسره قوة مهما بلغت.
 
ولعل الله يُحدث بعد ذلك أمرًا.