عمون - أكد رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عمر الرزاز، أنّ التحولات العالمية بدأت قبل 7 أكتوبر، مع بدء دخول دول جديدة على المشهد العالمي أبرزها الصين.
وقال الرزاز خلال ندوة حوارية ضمن سلسة "حرب الوعي والرواية" بعنوان "ما بعد السابع من اكتوبر تساؤلات واشارات" في منتدى الحموري الثقافي، إنّ الرئيس الامريكي دونالد ترامب لن ينجح بإعادة المارد إلى القمقم، وإبقاء الولايات المتحدة وحدها متصدرة للمشهد العالمي.
ويعتقد الرزاز أنّ الصين ستدخل على المشهد العالمي بقوة، وكلما أسرعت الولايات المتحدة على الاعتراف بذلك، كلما كان العالم أقل سلامًا.
ويرى أنّنا مقبلون على عالم متعدد الأقطاب، لا يمكن انكار الوجود الروسي والصيني والهندي.
ووفق الرزاز فإنّ المنطقة العربية، ستستفيد أكثر من عالم متعدد الأقطاب فهي ستبحث عدة خيارات غير الولايات المتحدة التي اعتادت على إملاء ما تريد على دول في العالم الثالث.
وشدد على وجود التحول الكبير، في وقت تعتقد فيه أميركا أنّ وقف التمويلات التنموية في مناطق العالم لن تؤثر على قوتها وسيطرتها.
وبين أنّ إيران ما "نخّت" ولم تستسلم للولايات المتحدة، في وقت كان نتنياهو يتحدث عن انهيار الدولة الإيرانية ويغازل الإيرانيين بعودة إسرائيلية للسيطرة على المنطقة.
وتابع أنّ الموقف الغربي إزاء الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في غزة أزاح الستار عن ايديولوجيته الكلونيالية العنصرية ووضعه في حرج ليس فقط مع شعوب العالم ولكن مع شعوبه نفسها.
وأوضح أنه في غياب مشروع عربي موحد يحمي السيادة والمصالح العربية ستبقى الدول العربية عرضة للأطماع والأحلام الإقليمية وإن كانت الأطماع الإسرائيلي هي دائما الأخطر وهناك بوادر عربيه تنسيقية واضحة وهامة، يمكن البناء عليها باتجاه اجتراح مشروع عربي.
وأكد رئيس الوزراء الأسبق أنّ الأردن في عين العاصفة وسوف يتعرض لضغوط سياسية واقتصادية لقبول "اتفاقات ابراهيمية" محدثة، لكن الثوابت واللاءات الأردنية التي يكررها جلالة الملك كانت ولاتزال هي البوصلة والمعيار نحو المصلحة الوطنية العليا.
ووفق الرزاز فإنّ مصلحة الأردن والدول العربية المجاورة تكمن في تنسيق عالي المستوى وأيضا تخطيط استراتيجي لملء الفراغ في الإقليم الذي يفتح شهية القوى الإقليمية والعالمية. وهذا يتطلب رفع مستوى الوعي لدى الشباب والأجيال القادمة حول المخاطر والفرص.
وأشار إلى أنّ نقاط القوة الأهم لدى المشروع ربما هو توظيفه للتقنيات المتطورة في عملياته العسكرية، وكذلك المؤسسات الصهيونية البحثية التي تزود أصحاب القرار بمعطيات تفكيك المجتمعات العربية والهائها بخلافات محلية. نقاط القوة هذه للأسف يقابلها جهل عربي شبه تام.
واعتبر أنّ مشروع الوعي العربي يتطلب إعادة النظر بمنظومة التعليم نحو التفكير الناقد، وانشاء مراكز أبحاث تسهم في فهم العدو وكيفية مجابهته، والمصارحة مع المواطن والمساءلة من قبله نحو دول ومجتمعات قوية بمؤسساتها، مشددًا أنّ الهوية الوطنية الأردنية الموحدة هي الورقة الرابحة الأهم لمواجهة أي أطماع صهيونية توسعية قادمة، وهذا يتطلب حماية هذه الهوية من التمزيق والتفتيت.