عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Dec-2025

تفجر الأوضاع في الضفة مع استمرار اعتداءات المستوطنين المتطرفين*د. محمد كامل القرعان

 الراي 

تشهد الضفة الغربية سلسلة متواصلة من الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية التي تؤثر على حياة الفلسطينيين وتزيد من حالة التوتر وعدم الاستقرار. ويبرز التوسع الاستيطاني كعامل رئيسي في تعقيد المشهد، إذ تتزايد الوحدات الاستيطانية وتتوسع البؤر الجديدة على حساب الأراضي الفلسطينية، ما يؤدي إلى مصادرة المساحات الزراعية ومنع السكان من حقهم في البناء والتوسع العمراني، ويخلق واقعًا جغرافيًا وديمغرافيًا أكثر صعوبة.
 
وتتعرض المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية لاقتحامات متكررة ترافقها إجراءات مشددة وإغلاقات مفاجئة للطرق، الأمر الذي يُربك الحياة اليومية ويؤثر على حركة الطلبة والموظفين ويخلق شعورًا دائمًا بالقلق. وإلى جانب ذلك، تزيد الحواجز العسكرية المنتشرة على الطرق من القيود على حركة السكان، ما ينعكس على النشاط الاقتصادي والخدمات الأساسية.
 
كما تستمر عمليات هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية بحجة عدم الترخيص، رغم أن الحصول على هذه التراخيص يكاد يكون مستحيلًا في العديد من المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية. وتتعرض الأراضي الزراعية لاعتداءات تشمل التجريف أو منع المزارعين من الوصول إليها، وهو ما يفاقم الخسائر الاقتصادية ويزيد من معاناة الأسر التي تعتمد على الزراعة.
 
وفي موازاة هذه الممارسات الرسمية، يشهد الشارع الفلسطيني تصاعدًا واضحًا في اعتداءات المستوطنين المتطرفين، التي تشمل تخريب الممتلكات وإتلاف الأراضي الزراعية والاعتداء على المزارعين ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم. وغالبًا ما تتم هذه الاعتداءات في ظل حماية أو تغاضٍ من القوات الإسرائيلية، ما يترك القرى والتجمعات المحاذية للمستوطنات في حالة خوف دائم.
 
كما تتواصل الاعتقالات التي تطال فئات مختلفة من السكان، وسط انتقادات حقوقية حول غياب المحاكمات العادلة والاعتماد على الاعتقال الإداري دون توجيه تهم واضحة. وتترك هذه الإجراءات آثارًا اجتماعية ونفسية واقتصادية على العائلات، وتؤدي إلى اضطراب في الحياة اليومية.
 
ورغم الإدانات الدولية المتكررة، تبقى الضغوط غير كافية لوقف هذه الممارسات أو ضمان حماية المدنيين. وتؤكد تقارير متعددة ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني ووقف السياسات التي تمس الحقوق الأساسية للفلسطينيين، باعتبار ذلك خطوة ضرورية نحو تخفيف حدة الصراع واستعادة الاستقرار.
 
وتبقى الضفة الغربية اليوم في مواجهة تصاعد مستمر في الانتهاكات والاعتداءات، سواء من قبل الاحتلال أو المستوطنين المتطرفين، ما يعمّق المعاناة اليومية ويجعل الحلول السياسية أكثر تعقيدًا.