الدبلوماسية الاعلامية وفن التفاعل الايجابي* د. ليليان قريان عقل
سوشيال ميديا -
يفرض الاعلام بفنونه التواصلية ايجاد مساحة ايجابية للتفاعل مع الآخر، وذلك بتوفير الوسائط الفكرية الملائمة، انطلاقا من معرفة النمطية السلوكية الثقافية للمجتمعات التفاعلية لضبط عمليات التواصل بدبلوماسية، بعيدا عن خطاب الكراهية ومحاولة تهميش الآخر، وباحترام خصوصية الاختلاف وبناء جسور مشتركة قائمة على ايجاد ارضية ملائمة للتفاعل الايجابي بين مكونات الوطن الواحد. ويكون ذلك من خلال وضع استراتيجية واضحة للتلاقي تأخذ في الاعتبار جميع العاملين على الساحة الوطنية.
انطلاقا من المعرفة العميقة للسلوكية الثقافية للمجتمعات التفاعلية، غالباً ما يلعب الإعلام دوراً دبلوماسياً في تقريب وجهات النظر الخلافية حول قضايا وطنية مفصلية باتقان فن التفاعل الايجابي انطلاقا من خطة واضحة تقوم على:
ضرورة تجاوز الخوف من الآخر بالتعرف عليه ومحاولة فهم مطالبه الخلافية.
تعزيز فكرة الحق بالتنوع كتعبير عن التعددية المفيدة.
ايجاد قواسم مشتركة بين مكونات المجتمع.
ايجاد اهداف واحدة للتقارب من اجل الخدمة العامة.
اختيار المصطلحات الموضوعية البعيدة عن الاستفزاز لتعزيز فن الحوار الإيجابي، انطلاقاً من مبدأ حسن النية والتلاقي من اجل المصلحة العامة.
الرهان على دور الاعلام الايجابي في مواجهة تحديات القيم وتعددية الانتماءات والتشجيع على اشراك الجميع في صناعة القرار.
غالبًا ما تُطرح الدبلوماسية الاعلامية للوصول الى حلّ لمشكلة ما او لمعالجة قضية شائعة، فتجتهد الماكينات الاعلامية في خلق جو من التفاعل الايجابي البناء من اجل الوصول الى ارضية مشتركة مترابطة قادرة على توحيد الجهود لادارة الازمات وارتداداتها على الشعوب المظلومة. وتبقى الدبلوماسية الاعلامية الحل الأنسب للتخفيف من حدة الصراعات في المجتمعات التعددية بحيث تجتهد الفنون الكلامية لتقريب وجهات النظر من اجل تفاعل ايجابي يمهّد لاعلام التلاقي القادر على معالجة القضايا الوطنية الشائكة، بدبلوماسية واعدة تحترم اخلاقيات المهنة وقوانينها.