عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Sep-2025

نصر المجالي يكتب: تاريخ بلا رتوش،، كيف اهتز مضر بدران ولماذا هدّد ببتر أصابعي؟!

 

 سوشيال ميديا-
وما ان دخلت مبنى رئاسة الوزراء التي كنت مراسلا إخباريا فيها لصحيفة (الرأي) ذات يوم في يونيو/حزيران 1977 حتى أبلغتي مكتب الأمن أن أذهب فورا إلى مكتب فايز الطراونة وكان مديرا لمكتب رئيس الوزراء مضر بدران (يرحمه الله)، ولما وصلت ابلغني فايز (يرحمه الله) أن دولته طلب ان يراني فور وصولي الى الرئاسة لأمر ضروري!
وفعلا حصل وان ادخلني الى مكتب رئيس الوزراء، الذي وجدته سلفا من نظرتي الأولى غاضبا وفي عينية الف سؤال، ومن لا يعرف مضر باشا جيدا، فإنه حتما لا يعرف شيئا عن الرعب رغم هدوء المظهر!
منذ خطوتي الأولى في مكتبه، وألقيت السلام على دولته، رد عاجلا دون أن يسمح لي بالجلوس: إسمع يا (نصر) كلمة ورد غطاها، أريد وبشكل لا يقبل التسويف اطلاقا ان ارى هذه المادة التي تقاريرك عنها في (الرأي) ارعبت الدنيا في البلد وما عاد حدا يتهنا بلقمة خبز..
وأضاف: بعدين بقلك إني والله "أصيبعاتك" هظولا التي بتقرقعنا فيما تكتبه سأبترها وأخلّص الناس من شرّ ما تكتب فيها إن لم تضع هذه المادة التي كتبت عنها في إيدي. 
وإذ ذاك، فإن تلك المادة كانت (الشيفارو) التي كانت المخابز تضيفها "خلسة" إلى العجين لانتاج رغيف شهي الشكل ومطابقا للمواصفات و"زيادة" ولكن كانت التقارير تشير إلى أن هذه المادة تحمل سموما تؤثر صحيا على المدى الطويل على الناس.
بعد تهديد مضر بدران "الذي كما أعرف إن قال فعل" وجدت نفسي في أكبر ضائقة مهنية يتعين علي أن أنفذ منها بأمان وسلام محققا أهدافي أنتصر.
كنت خلال كتابتي لعدة تقارير في صحيفة (الرأي) عن مادة (الشيفارو) التي لم تكن معروفة في الساحة الأردنية، استنفرت كثبرا من الجهات لدعم تقارير بالحديث عن هذه المادة ومحاولة إيجادها في المخابز التي جميعها نفت وجودها لديها وأنها لا تستخدمها على الإطلاق. ومن هذه الجهات نقابة أصحاب المخابز والأمانة العامة للنقابات المهنية واتحاد العمال الأردني واساتذة جامعات وأطباء وصيادلة وأمين العاصمة وقتها المرحوم معن أبو نوار.
• بعد يوم من التهديد "البدراني" ببتر "أصيبعاتي" تلقيت مكالمة هاتفية وأنا في مبنى (الرأي) من معن أبو نوار، وأبلغني أن أذهب فورا مع مصور إلى مخبز صلاح الدين في العبدلي.. وقال يرحمه الله: هناك نابي فواز الخريشا بانتظارك فلقد وجدنا مادة الشيفارو.. 
• هاللويا، لقد وجدنا، نعم، وفورا استنفرت المصور اللماح النشيط يوسف العلان، وركبنا المهرة الزرقا (سيارة فولكس واغن) كانت السسيارة الخاصة للمهمات في صحيفة الرأي، وتوجهنا إلى العبدلي، وهناك في مخبز صلاح الدين التقيت فواز الخريشا وكان في أحد مخازن المخبز وامامه كراتين مملؤة بمادة الشيفارو.. 
• في تلك اللحظة، اخذت كمية بملء يدي وحشيتها في جيبي وتركت يوسف العلان لمهمة التصوير وانطلقت فورا صوب مبنى رئاسة الوزراء لانقاذ "أصيبعاتي" من تهديدات دولة أبو عماد ببترها. 
• وما إن دخلت مبنى الرئاسة توجهت من دون دستور أو حيضور كما يقال إلى مكتب دولة الرئيس في الطابق الثاني "كان مبنى الرئاسة" ما بين الدور الثالث والرابع..
• ومن دون حتى الاستئذان من مدير مكتب الرئيس فايز الطراونة، اقتحمت مكتب مضر باشا، نعم اقتحمت مكتبه، وما أن دخلت عليه صرخ أيش شو هاظ ايش صاير وكيف دخلت؟؟ قلت: دخلت إنقاذا لأصيبعاتي،، وتابعت: دولتك افتح ايدك،، ورد: ليش افتح ايدي،، قلت ارجوك دولة الرئيس افتح ايدك، ولما مد يده، ألقيت بما في جيبي فيها، وقلت له: هذه هي الشبفارو في يدك، فانتفض دولته واقفا من ورا مكتبه ونثر المادة بحركة لا ارادية وأحسست أنه أصيب بالهلع، وكان يقول بصوت عال: يخرب بيتك يا نصر لتكون فعلا سامة؟؟ قلت لدولته: اطمئن ممكن تكون سامة إن دخلت المعدة وليس باللمس.. 
• وبعد أن هدأ دولته قليلا شرحت له عن مساعدة أمين العاصمة معن أبو نوار ومساعده فواز الخريشا في العثور على المادة، ولحظتها شكرني دولته قائلا: عليك الآن إقناع أبو شاكر ) المشير الشريف زيد بن شاكر القائد العام للقوات المسلحة) وشرح الأمر له لأنه قلق في شأن استخدامات الخبز في قواتنا المسلحة، خصوصا وأنني في أحد التقارير كنت كتبت أن مادة الشيفارو كانت تستخدم منذ الخمسينيات في مخابز الجيش.
• وبهذا كنت خلّصت (أصيبعاتي) من مجزرة مضر بدران، وانجزت المهمة بالكشف عن مادة الشيفارو.
• غداً لقائي مع المشير الشريف زيد بن شاكر أمام رئاسة الوزراء.. وكيف كنت التقطت موضوع استخدامات مادة الشيفارو في الأردن من مقال للصحفي والإعلامي اللبناني الراحل المعروف رياض شرارة في مجلة (الأسبوع العربي)..! (صورة الرئيس الراحل مضر بدران، وصورة لواحد من التقارير التي كنت كتبتها في صحيفة الرأي في متابعتي عن الشيفارو زودني به الزميل الأستاذ ابراهيم السطري ملك الأرشيف في الأردن مشكوراً)
 
https:#
web.facebook.com/637537550/posts/10161471184502551/