"أنا وصديقي".. الكاتبة افتيحه ترسخ حب اللغة بقلوب اليافعين
الغد- رشا كناكرية
"شغف الكتابة.. الاعتزاز والفخر باللغة العربية والرغبة في إيصالها لتصبح صوتا مسموعا.." جميعها عوامل أنشأت قصة "أنا وصديقي والعالم الواسع"، للكاتبة ريم افتيحه التي خاطبت الأطفال بأسلوب ممتع وشيق في سرد العديد من المغامرات.
في حديث خاص مع "الغد"، عبرت الكاتبة افتيحه عن سعادتها بإصدارها كتاب "أنا وصديقي والعالم الواسع"، الذي حمل في كلماته صوتها ورسالتها بالطريقة التي تحبها وتجد شغفها في تفاصيل "كتابة القصة".
حفل توقيع قصة "أنا وصديقي والعالم الواسع" للكاتبة ريم افتيحه، أقيم الشهر الماضي، في مكتبة سكون- وسط البلد في قلب مدينة عمان النابض بالثقافه والفن العريق.
وأوضحت افتيحه، أن فكرة الكتاب لمعت في عقلها عندما ذهبت لمقابلة في أحد رياض الأطفال لوظيفة معلمة، وعندما قابلت الأطفال خطرت لها الكثير من الأفكار التي تدفقت واحدة تلو الأخرى نحو مخيلتها، منوهة إلى أنها تحاورت مع الأطفال واستمتعت معهم وشعرت بقربها منهم، وأدركت حينها قدرتها على الخروج بالكثير من الأفكار للكتابة، بمجرد هذا اللقاء البسيط.
وبينت افتيحه، أن "أنا وصديقي والعالم الواسع"، هي قصة لليافعين من ثمانية فصول، وتعتمد على الخيال والتشويق وتوظيفهما في مجال حل المشكلات، وتناقش القصة الكثير من القضايا التي تهم اليافعين مثل الصداقه، العمل الجماعي، الأخوة والمرونة، مبينة أن القصة تستهدف فئة اليافعين من عمر 9 إلى 14 عاما، واستغرقت كتابة القصة 6 أشهر لإتمامها وتقديمها للقراء.
وتشير افتيحه، إلى أن الهدف الأساسي من هذا الكتاب هو ترسيخ حب اللغة العربية في وجدان اليافعين بعد أن سيطر عليهم الإعجاب باللغات الأخرى على حساب اللغه الأم، مضيفة اللغة العربية هي لغة جاذبة ومليئة بالإبداع والتحدي إلا أن التقصير في عملية صناعة أدب اليافعين باللغه العربية، هو ما جعلها تتراجع لدى الجيل الحديث".
وتؤكد افتيحه أن الهدف الأساسي من أي رواية أو قصة هو التشجيع على القراءة، وتقول "القراءة شغف ومتعة بحد ذاتها ونوع من أنواع الترفيه، وبها تأتي الرسالة الهادفة ممزوجة بالمتعة بأسلوب سلس وطبيعي"، فالقراءة بالنسبة إليها متعة في المقام الأول، وجميع الأهداف والرسائل تأتي بسهولة عندما يكون الإنسان سعيدا ومستمتعا.
وتذكر افتيحه أن الأطفال الذين قرأوا الكتاب وصفوه بالممتع والمفيد، في التسلسل والحبكة وطريقة سرد المغامرات، منوهة إلى أن اللغة غير مبسطة في قصتها وقد تعمدت ذلك على حد قولها، لأن الجيل الجديد ذكي ويستحق الاستمتاع باللغة كما هي من دون التبسيط المبالغ فيه، بحجة ضعفهم باللغة العربية.
وعن اختيارها لعنوان "أنا وصديقي والعالم الواسع" أكدت افتيحه، أن العنوان بالنسبه إليها أجمل ما في هذا الكتاب، وتقول "عالمنا فعلا واسع فهو لا يقتصر علينا.. وفيه العديد من الأفكار والآراء والتجارب، والعوالم التي تغنينا وتثرينا من دون أن تنتقص من قيمتنا شيئا".
شعور رائع لا يمكن وصفه بالكلمات عاشته افتيحه عند إصدار كتاب "أنا وصديقي والعالم الواسع"، مبينة أنها تكتب بشكل مستمر، ولكنها المرة الأولى التي تشارك فيها كتاباتها مع الآخرين، وتقول "سعادة لا توصف، حرية، انعتاق، أشعر أن صوتي بات مسموعا".
وتذكر افتيحه أنها أصدرت أول قصتين من مجموعة حياتي والرياضة التي تستهدف الفئة العمرية (4 إلى 8 سنوات)، وهي قصص مصورة تهدف إلى دمج الرياضة بالروتين اليومي للأطفال منذ مراحلهم الأولى، مؤكدة بذلك أن شغفها بالكتابة حاضر ويرافقها في خطواتها، وهناك العديد من الخطط قصيرة وطويلة المدى التي تسعى إلى تنفيذها.
وتشير افتيحه إلى أنها تكتب منذ وقت مبكر وقد نشر لها قصة قصيرة من قصاصات ورقية في العام 2003، وهي جزء من كتاب مشترك لمجموعة من الكاتبات الأردنيات نشر تحت عنوان "مخمليات الحنين"، من إصدار دار ابن رشيق للنشر والتوزيع، وهي الدار ذاتها التي تعاونت معها في كتاب "أنا وصديقي والعالم الواسع"، وكانت بداية انطلاقها في عالم الكتابة.
وتختم افتيحه حديثها مؤكدة أنها في الوقت الحالي، تركز على القيام بعمل فعاليات عدة، لنشر القصص، وهي نشاطات مكثفه تتزامن مع إصدار القصة "أنا وصديقي والعالم الواسع" وقصص سلسلة "حياتي والرياضة"، منوهة إلى أنه يتم نشر هذه الفعاليات بشكل مستمر عن طريق صفحتها الخاصة على "الإنستغرام"، مؤكدة أنها ستستمر في الكتابة والقراءة، فحب الناس وحب اللغة العربية هما الدافعان لديها.