عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Oct-2025

يضرب بدعوة ترامب عرض الحائط.. الاحتلال يرتكب سلسلة مجازر بغزة

 مصر تستضيف اليوم وفدي حماس والاحتلال لبحث مقترح الرئيس الأميركي

 
الغد
عواصم - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الكيان وافق بعد مفاوضات على خط الانسحاب الأولي الذي اطلعت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حين واصلت آلة الحرب الصهيونية قصفها ومجازرها بمناطق متفرقة من القطاع.
 
 
وأعلنت مستشفيات غزة استشهاد العشرات بنيران الاحتلال في مناطق عدة، بينهم 4 من منتظري المساعدات جنوبي القطاع.
من جهته، قال ترامب إن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ عند موافقة حماس على خط الانسحاب الأولي، وسيتم تبادل الأسرى بين الطرفين تزامنا مع سريان وقف إطلاق النار.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية استضافتها وفدين من حركة حماس والاحتلال الصهيوني اليوم لبحث عملية تبادل الأسرى وفق مقترح الرئيس الأميركي.
قصف غزة
 يواصل جيش الاحتلال الصهيوني قصف قطاع غزة، لليوم الثاني على التوالي، بالرغم من الدعوة التي أصدرها الرئيس الأميركي  منتصف ليل الجمعة- السبت لوقف عمليات القصف في أعقاب إعلان حركة حماس ردها. وأعلنت حركة حماس الجمعة الماضي استعدادها للإفراج عن المحتجزين الصهاينة لديها وفقاً لخطة ترامب بالإضافة لموافقتها على تولي لجنة مستقلة إدارة شؤون القطاع، على أن تكون ذات مرجعية فلسطينية وطنية. وأعقب هذا الإعلان دعوة صريحة من ترامب للاحتلال لوقف قصف غزة "فوراً"، إذ قال: "إنّهم مستعدون للسلام" في إشارة لرد حركة حماس الذي تلقاه من الوسطاء القطريين والمصريين.
ميدانياً، شهد يوم أمس سلسلة من المجازر التي نفذها الاحتلال، إذ كثف الاحتلال قصف البلدة القديمة في مدينة غزة ومناطق الساحة والصبرة وحي الزيتون، ولا سيّما الأطراف الشمالية منه. وقصفت طائرات الاحتلال الصهيوني عدداً من النازحين الذين حاولوا العودة إلى مناطقهم في حي النصر غرب مدينة غزة، وأسفر ذلك عن استشهاد وإصابة عدد منهم، بينما لم تتمكّن طواقم الإسعاف من الوصول لهم.
وفي مخيّم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، نفذت قوات الاحتلال سلسلة من عمليات القصف الجوي والمدفعي التي طاولت عدداً من المنازل، في ظل وجود آلاف الفلسطينيين في تلك المناطق حتى الآن. وشهدت الأطراف الشمالية من حي الرمال هي الأخرى عمليات استهداف وقصف جوي نفذتها قوات الاحتلال، إلى جانب التحليق المكثف لطائرات الكواد كابتر "المسيّرة" بهدف تخويف الأهالي والسكان.
مجزرة في حي التفاح
وتمثل الحدث الأبرز في حي التفاح، إذ ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بحق عائلة عبد العال، إذ قصفت أحد المنازل، ما تسبّب في استشهاد وفقدان العشرات أسفل أنقاض المنزل الذي كان يضم عدداً كبيراً من الأفراد. وجاءت عملية القصف مباشرة، من دون طلب إخلاء المنزل مسبقاً، وكان غالبية الشهداء والمفقودين من الأطفال والنساء وكبار السن، فيما نجا عدد محدود للغاية فقط من القصف.
إلى ذلك، شهدت مناطق الوسطى في النصيرات ودير البلح والبريج هي الأخرى عمليات قصف واستهداف طاولت الفلسطينيين في تلك المناطق، ما تسبب في تسجيل شهداء ومصابين نتيجة للعمليات العسكرية الصهيونية. وفي خان يونس، جنوبي القطاع، قصف الاحتلال عدداً من خيام النازحين، عدا عن استهدافات عشوائية بالطائرات المسيّرة أو عبر عمليات الاستهداف بـ"الكواد كابتر" شمالي خان يونس أو الكتيبة وسط المدينة.
وبحسب إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد نفذ الاحتلال منذ فجر أول من أمس أكثر من مائة غارة جوية ومدفعية استهدفت مناطق مكتظة بالسكان المدنيين والنازحين في مختلف محافظات القطاع، وارتكب مجازر واضحة، ما أسفر عن استشهاد 70 شهيداً من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، (47 شهيداً في مدينة غزة وحدها). واعتبر مكتب الإعلامي الحكومي في غزة أنّ "هذه الجريمة الجديدة تندرج في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة ضدّ الشعب الفلسطيني، وتؤكّد أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل الدعوات الدولية للتهدئة، ويصرّ على مواصلة القتل الممنهج للمدنيين وتدمير مقوّمات الحياة في قطاع غزة".
من جانبها، اعتبرت حركة حماس أن استمرار قصف الاحتلال ومجازره يفضح أكاذيب نتنياهو عن تقليص العمليات العسكرية ضد المدنيين، مشيرة إلى "استمرار الغارات والقصف الهمجي منذ فجر السبت والتسبّب بارتقاء سبعين شهيداً، بينهم أطفال ونساء، في تصعيد دموي متواصل يفضح كذب مزاعم حكومة مجرم الحرب نتنياهو بشأن تقليص العمليات العسكرية ضدّ المدنيين العزّل".
وطالبت الحركة، في بيان، المجتمع الدولي وللدول العربية والإسلامية بتحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، والتحرّك العاجل لحماية الفلسطينيين وإغاثتهم، والضغط بكل الوسائل لوقف حرب الإبادة والتجويع المستمرة منذ عامين على قطاع غزة. ومن المقرّر أن تنطلق يوم غدٍ الاثنين في العاصمة المصرية، القاهرة، جولة تفاوضية لبحث تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب بشأن الإفراج عن الأسرى والجثامين الصهاينة وخطوط الانسحاب من القطاع.
الصليب الأحمر
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن الفلسطينيين في قطاع غزة مروا بعامين كاملين من الموت والنزوح القسري، محذرة من عدم كفاية الخدمات الأساسية المتبقية لتلبية احتياجات 2.4 مليون نسمة.
جاء ذلك في كلمة مصورة لمديرة البعثة الفرعية للجنة بغزة سارة أفريلود، نشرها "الصليب الأحمر" على صفحته بمنصة "فيسبوك".
وقالت أفريلود: "على مدار عامين والسكان المدنيون يعانون من الموت والنزوح القسري والحرمان من الكرامة على نحو مروّع، لقد شهدنا تفريغا كاملا للروح الإنسانية في غزة".
وتابعت: "آلاف الفلسطينيين فُصلوا عن عائلاتهم، ولا يزال الكثيرون في عداد المفقودين".
وأوضحت أن آثار العامين الماضيين باتت تتجلى على "وجوه الناس المنهكة التي تحاول الصمود بشقّ الأنفس".
وتابعت: "عامان من الكفاح من أجل البقاء على قيد الحياة، والأثر لا يوصف".
وحذرت من عدم كفاية الخدمات الأساسية المتبقية في القطاع لتلبية احتياجات 2.4 مليون نسمة بالقطاع. وأكدت أن الكثير من المدنيين يفتقرون "إلى الوصول الآمن والمنتظم للمياه ومرافق النظافة والرعاية الصحية". وعن الواقع الإنساني الصعب في غزة، قالت أفريلود إنها "التقت بأمهات يملؤهن الذعر، ولا يدرين كيف سيُطعمْن أطفالهن أو يحافظْن على سلامتهم".
وفي حديثها عن الأوضاع الصحية المتدهورة، قالت أفريلود إنها رأت "مرضى يكافحون من أجل التعافي وسط انعدام الراحة بسبب النزوح المستمر".
ولأكثر من مرة، حذرت مؤسسات أممية وحقوقية من انهيار كامل للنظام الصحي بغزة في ظل الاستهداف الإسرائيلي المتعمد له على مدار عامين، والنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، والتي تتزامن مع تدفق كميات كبيرة من المصابين الذي هم بحاجة لرعاية طبية طارئة.
وبشأن الهجمات الإسرائيلية المتواصلة التي تستهدف المدنيين، أفادت أفريلود بأنها "شاهدت عائلات بأكملها تخرج من مبان مدمرة، مغطاة بالغبار، وفي حالة صدمة لكنها لا تزال على قيد الحياة".
وأكدت أفريلود أن لجنة الصليب الأحمر "تواصل استجابتها" بالشراكة مع مؤسسات فلسطينية في غزة، لافتة إلى الزيادة المتنامية لاحتياجات المدنيين في القطاع جراء الأوضاع.
وجددت الدعوة إلى وقف إطلاق النار الفوري والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، فضلا عن اتخاذ جميع الاحتياطات لتجنيب السكان المدنيين آثار الأعمال العدائية. وختمت قائلة: "إنقاذ الأرواح ممكن، لكن المدنيين لا يملكون ترف الانتظار. إنهم بحاجة إلى تحرّك سياسي عاجل".-(وكالات)