عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Nov-2025

كلام عن الجوازات الأردنية في الضفة*ماهر أبو طير

 الغد

انتشرت إشاعة عبر سماءات فلسطين إلى الأردن خلال الأيام الماضية تقول إن الأردن توقف عن تجديد جوازات السفر الأردنية الدائمة والمؤقتة لأهل الضفة الغربية، وأن هناك إجراءات أخرى.
 
 
 سألت من سألت فأكد أن هذه معلومات غير صحيحة، وأنه قد تكون هناك حالة لشخص معين لم يتم تجديد جوازه لسبب ما، فيما تجديد الجوازات الدائمة والمؤقتة جارٍ بشكل طبيعي، ولا صحة لهذه المعلومات التي يتم تبادلها عبر وسائل التواصل والتراسل.
 تأتي القصة في توقيت يتوتر فيه الجو في الضفة الغربية وسط المخاوف من إجراءات إسرائيلية ضد الضفة الغربية، خصوصًا مع الهجوم على شمال الضفة الغربية، وتصريحات مسؤولي الاحتلال حول نيتهم طرد كل من يحمل جوازًا أردنيًا دائمًا أو مؤقتًا، وما يرتبط أيضًا بحركة الجسور التي ما تزال مفتوحة ولا يعتزم الأردن إغلاقها وفقًا لمعلومات ذات مصداقية مؤكدة استنطقت صاحبها في شهر أيلول الماضي، أشارت إلى عدم وجود توجه نحو هذه الخطوة.
 الفئات التي تعيش في الضفة الغربية وتدخل الأردن، إما من المواطنين الذين يحملون الرقم الوطني والتقديرات متفاوتة حول عددهم، بعضها يبالغ، وبعضها قليل، وهؤلاء من حقهم الدخول إلى الأردن، وهناك فئة الأردنيات اللواتي يحملن الرقم الوطني لكنهن متزوجات من حملة جوازات مؤقتة أو جوازات فلسطينية، ويحق لهن بطبيعة الحال العيش في الأردن برفقة أبنائهن وأزواجهن كون الحقوق هنا ممنوحة على أساس "أبناء الأردنيات"، فيما الفئة الثالثة تتعلق بحملة جواز السفر الأردني المؤقت وهؤلاء يعبرون إلى الأردن بشكل طبيعي، وينتقلون منه إلى دول ثانية قريبة أو بعيدة.
 مستهدفات ملف التهجير من الضفة الغربية أخطر بكثير من قصة تجديد جواز سفر دائم أو مؤقت، أو عدم تجديده، لأن الخطر لا يكمن في التدفق الناعم عبر الجسور كما يظن بعضهم، وهذه درجة أولى محتملة، لكن الخطر الأكبر هو دفع الكتل السكانية في الضفة بوسائل عسكرية إلى مناطق محددة في الأردن، بما يعني قدح شرارة حرب.
التوتر الرسمي في الأردن في أعلى درجاته أمام ما يجري من تحشيد عسكري إسرائيلي، أدى في مرحلة ماضية إلى الرد بطريقة دفعت الإسرائيليين إلى سحب قواتهم عبر الحدود، وبقيت كل الحادثة بتفاصيلها مكتومة لاعتبارات كثيرة، بما يعني أن أي تصرف خارج المتوقع ستتم قراءته أردنيًا بطريقة مختلفة عن المتوقع.
 الأهم هنا أن توجيه رد الفعل الرسمي والشعبي من الأردن بشأن الضفة الغربية وقصص التهجير يجب أن يوجه للاحتلال، لا إلى غيرهم، لأننا نعرف جميعًا أن أهل الضفة بقوا في أرضهم، ولم يغادروها برغم كل الظروف خلال الانتفاضة الأولى والثانية، وخلال الحرب الحالية، وهذا يعني أن الدعوات التي نسمعها أحيانًا لاتخاذ إجراءات يجب أن تكون مدروسة، تحدد مصدر الخطر وترد عليه، فيما الإشاعات التي تتم صناعتها تستهدف ربما إثارة مخاوف أهل الضفة وخلخلة حياتهم من جانب الإسرائيليين.
 حماية الأردن تستوجب أن تكون هناك جاهزية لكل الاحتمالات، فيما تثبيت أهل الضفة على أرضهم يمثل غاية من غايات الأردن.