عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Jun-2025

أنا إسرائيل*حسني عايش

 الغد

فنكلشتاين: ترجمة حسني عايش
بقلم الأستاذ اليهودي الأميركي نورمان
أنا إسرائيل: جئت إلى بلد بلا شعب لشعبٍ بلا أرض. ليس للشعب الموجود فيها أي حق فيها. وقد بين لهم شعبي أن عليهم الرحيل أو الموت. لقد محوت أربعمائة قرية فلسطينية عن الأرض. لقد محوت تاريخها.
 
 
أنا إسرائيل: لقد ارتكب بعض شعبي مجازر، ثم أصبحوا رؤساء وزارات فيما بعد، يمثلونني. في سنة 1948 كان مناحيم بيغن مسؤولاً عن الوحدة (الهغناة) التي ذبحت سكان دير ياسين بما في ذلك 100 امرأة وطفل. وفي سنة 1953 قاد ارائيل شارون مذبحة سكان قبية. وفي سنة 1982 رتّب حلفاؤنا ذبح 2000 فلسطيني في مخيمي صبرا وشاتيلا.
أنا إسرائيل: استحوذت سنة 1948 على 78 % من أرض فلسطين، وأخليتها من أهلها، وجلبت يهوداً بدلاً منهم من أوروبا ومن مناطق أخرى من العالم. وبينما أمنع أهلها الأصليين التي أقامت عائلاتهم على هذه الأرض آلاف السنين فإنه لا يسمح لهم بالعودة إليها لكني أرحب باليهود القادمين من جميع أنحاء العالم والاستيطان الفوري فيها.
أنا إسرائيل: لقد ابتلعت سنة 1967 الأرض المتبقية من فلسطين: القدس الشرقية، والضفة الغربية، وغزة، ووضعت سكانها تحت حكم عسكري ظالم، مسيطراً عليهم ومذلاً لكل ناحية من نواحي حياتهم. يجب عليهم بالتالي التقاط الرسالة أنه غير مرحب ببقائهم هنا، وأن عليهم الالتحاق بملايين الفلسطينيين اللاجئين في المعسكرات الكئيبة في لبنان والأردن.
أنا إسرائيل: لدي القوة للسيطرة على السياسة الأميركية، فاللجنة الأميركية الإسرائيلية العامة (AIPAC) أي اللوبي الإسرائيلي، قادرة على صنع أو تدمير أي سياسي [أمريكي] حسب ما ترغب فيه. وكما ترون، فإنهم يتنافسون جميعاً لإرضائي.
 كل قوى العالم تفقد قوتها ضدي، بما في ذلك الأمم المتحدة، لأني أملك الفيتو الأميركي لإفشال أي إدانة لجرائمي الحربية. وكما قال شارون ببلاغة: نحن نسيطر على أميركا.
أنا إسرائيل: إنني أؤثر في وسائل الإعلام الأميركية الكبرى، وستجدون دائماً أن الأخبار تُفصّل لصالحي. لقد أنفقت ملايين الدولارات في تمثيل العلاقات العامة، وقناة ( CNN و FOX ) وجريدة نيويورك تايمز تقوم بوظيفة منحازة في ترويج دعايتي. انظر إلى مصادر الأنباء العالمية الأخرى تعرف الفرق.
أنا إسرائيل: أنتم الفلسطينيون تريدون التفاوض من أجل "السلام" ولكنكم لستم أذكياء مثلي. سأفاوض، ولكني سأجعلكم تحصلون على بلدياتكم، بينما أسيطر أنا على حدودكم، وعلى حياتكم، وعلى سمائكم، وعلى أي شيء آخر له أهمية. وبينما نحن نتفاوض سأبتلع قمم تلالكم وأملؤها بالمستوطنين الأكثر تطرفاً من بين المتطرفين عندي، المسلحين حتى الأسنان، وسأربط هذه المستوطنات بالطرق التي لا تستطيعون استخدامها، وسوف تُسجنون في بانتوستاناتكم الصغيرة [المعازل]، ونقاط التفتيش في كل اتجاه.
أنا إسرائيل: أملك رابع أقوى جيش في العالم، وأسلحة ذرية، فكيف يجرؤ أطفالكم على مواجهة ظلمي بالحجارة؟ ألا تعرفون أن جنودي لن يترددوا بتفجير رؤوسهم وفصلها عن أجسامهم؟ فخلال بضعة أشهر قتلت (900) منكم، وجرحت سبعة عشر ألفاً معظمهم مدنيون. ولدي الصلاحية لمواصلة ذلك لأن المجتمع الدولي يبقى صامتاً نحو ما أفعل. تجاهلوا مئات ضباط الاحتياط الإسرائيليين الذين يرفضون تنفيذ أوامري ويرفضون الخدمة على أراضيكم وضد شعبكم، انصياعاً لأصوات ضمائرهم، لأنهم لن يحموكم.
أنا إسرائيل: تريدون الحرية؟ أنا لدي رصاص، ودبابات، وصواريخ، وطائرات اباتشي، وطائرات F16 قادرة على إزالتكم من الوجود. لقد وضعت مدنكم تحت الحصار وصادرت أراضيكم، واقتلعت أشجاركم من جذورها، وهدمت بيوتكم، ومع هذا تستمرون في طلب الحربة؟ لم تدركوا الرسالة، ولن تحصلوا أبداً على السلام أو الحرية لأنني أنا إسرائيل.
د. نورمان فنكلشتاين أستاذ جامعي أميركي يهودي استفزته جرائم إسرائيل فانبرى ينتقدها بشدة في كتبه ومقالاته ومحاضراته، فحاصرته إسرائيل. وجعلت الجامعة تطرده، وسكرت جميع الجامعات في أميركا أبوابها في وجهه. لا يترك مناسبة إسرائيلية لمحاضر أو لكاتب دون أن يتصدى لهما ويرد عليهما. وكلمته هذه ظهرت في 22/5/2021 ونصها بالإنجليزية جميل لغة ومؤثر جداً.