عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Jul-2025

الإعلام بين رسالته الحقيقية ونسج الروايات الكاذبة*خلدون ذيب النعيمي

 الدستور

من ابجديات ما درسناه في مساقات الاعلام الجامعية ان الإعلام مشتق من أعلم أي أخبر وبالتالي فإن الأخبار يضاف الى الوظائف الأخرى للإعلام مثل التوعية والتعليم والتثقيف، ووظيفة الأخبار هنا هي بمثابة العمود الفقري الذي تتوائم فيه الوظائف الأخرى وبالتالي امكانية تحقق هدف العملية الاتصالية،  وهنا لا يخفى دور المصداقية كأساس لوظيفة الإخبار والتي ان افتقرت هنا كان مصير العملية الاعلامية بوظائفها المختلفة الفشل الذريع فيغدو الإعلام هنا بمثابة جهد فارغ من محتواه ومضيعة للجهد والنفقات.
وفي الفترة الاخيرة برزت سقطات كبيرة لبعض منصات الاعلام والتي لم يشفع لبعضها تاريخها على الساحة الإعلامية العربية فكانت هذه السقطات في دويها بشكل زلزل مصداقيتها لدى متابعيها من جمهور ومحللين متخصصين بالعمل الإعلامي  والسياسي الاستراتيجي، فتمثلت السقطة الأولى لبعضها بالتقليل من الجهد الأردني الاخير في تزويد الاهل في غزة المكلومة رغم ما عبر عنه اهالي القطاع المحاصر ومسئولي الاغاثة فيه عن تثمينهم لهذا الجهد ودوره في التخفيف عن معاناة سكان القطاع، اما الثانية فهي ما استيقظت عليه في احدى صباحات الاسبوع الماضي من اخبار عاجلة حول فرار الرئيس السوري احمد الشرع وعائلته ومقتل وزير دفاعه ورئيس الاركان غداة العدوان الجوي الاسرائيلي الذي استهدف دمشق والذي لم تخف المحطة مصدر الخبر احتفائها بهذا القصف.
في منتصف شهر تموز 2016 شهدت تركيا محاولة انقلابية فاشلة وبعيداً عن نتائج هذه المحاولة وحيثياتها فقد كان الإعلام هو الحاضر القوي فيها، ففي وقت اثبت الاعلام المحلي وقتها مقدرته على حفظ الأمن والمقدرات من خلال الرسالة الشهيرة التي بثت عبر منصات التواصل الاجتماعي كان نصيب الإعلام الخارجي الفشل الذريع من خلال نسج الأحداث التي يريدها بمظهر سريالي مضحك من خلال ادعاء نجاح العملية الانقلابية وفرار رئيس الدولة الى الخارج، بل ان الصحف الورقية وجدت حالها في موقف لا تحسد عليه بعد توزيع نسخها المعنونة بنجاح الانقلاب في الصباح رغم الاقرار بعودة الأمور الى نصابها في اسطنبول، ويبدو هنا ان ناسجي الروايات الكاذبة الحالية من محطات الاعلام لم يستوعبوا الدرس التموزي القاسي في منتصف العقد الماضي والذي ما زال اثاره الاعلامية في مصداقية هذه المحطات ماثلة الى الآن.
لا شك ان استهداف الجهد الأردني في غزة من خلال التقزيم لن يجعل الأردن يتوقف عن دعم الاشقاء الفلسطينيين بكل ما يملك من مقدرة، فآخر شيء يهم الأردن هو البروبوغندا الإعلامية من هولاء او غيرهم، ففي الوقت الذي تنتظر فيه غزة الكثير من امتها وهي تواجه عدوانا إسرائيليا حاقدا يتعاظم فيه جهد هذا الوطن رغم ضعف امكاناته وثرواته، وفي خضم كل ذلك ايضاً يتعاظم سقوط بعض المنصات الإعلامية التي لم تلتزم بحقيقة رسالة الإعلام فاتجهت لنسج الأكاذيب التي تناسب سياساتها وهي هنا اثبتت انها فرقة موسيقية راقصة صفراء اكثر منها منصة اعلام محترم بأهدافه ورؤيته، وبالتالي فإن من يدفع المال يسمع اللحن ويرى الرقص الذي يوده ببساطة من هذه الفرق الصفراء.