الشرق الاوسط-لندن: محمد رُضا
الحياة كما عشتها
تأليف: أمير العمري
منشورات «نظر للمعارف»
يروي الناقد أمير العمري في كتابه الجديد أحداثاً عاصرها خلال سنوات عمله، منذ كان شاباً شغوفاً بالسينما والأفلام، حتى قبل دراسته الطب وتخرجه وعمله في مصر والجزائر. ويأتي ذلك بعد إيجاز حياته الأولى في فصل بعنوان «سنوات التكوين»، في 42 صفحة كافية لمعرفة كيف وضع قدميه على الأرض وخطى خطواته الأولى.
ينتقل العمري، الذي أصدر حتى الآن 35 كتاباً توزعت بين كتب عن القضايا والتيارات، وأخرى عن مخرجي السينما أمثال سيرجيو ليوني وفديريكو فيلليني، للحديث عن تجاربه المختلفة في سياق الحياة السينمائية التي عايشها في أزمنة وأماكن متعددة.
ينطلق من تجربته في مصر قبل أن يحط في لندن، حيث تعرّف على فرص العمل خلال الفترة الذهبية للنشر العربي في العاصمة البريطانية في السبعينات والثمانينات وما بعدها. وبعد ذلك عاد إلى مصر للعمل وترأس مهرجان الإسماعيلية لفترة وجيزة.
يفرد الكاتب لتجربته هناك فصلاً جديراً بالاهتمام يكشف فيه عن مواقفه ومواقف الآخرين تجاهه. ويذكر في سياق ذلك كل الصحف والمجلات التي كتب فيها، إضافة إلى مواجهاته مع الآخرين في مراكز عمل مختلفة، فقد عمل في «بي بي سي» العربية، ثم في قناة الجزيرة، إلى جانب قنوات وإذاعات أخرى.
ما ورد في كتابه المؤلف من 408 صفحات ليس مجرد ذكريات لأحداث، بل هو تعريب وتقييم لها. أحياناً يوحي بأن وراء الكلمات تصفية حسابات مع الماضي وبعض من عاصرهم، لكن هذا يضاف إلى ما يجعل الكتاب مهمّاً وفريداً بين كتب السير الذاتية العربية. ينجح العمري في اختيار عدم التجني، مكتفياً بالكشف عن الوقائع كما عاشها ومرَّ بها. قد يرى بعضهم أنه كان صريحاً أكثر من اللازم في بعض المواقف الشخصية والثقافية والفنية والسياسية، لكن العمري يمارس حقه في عرض مواقفه علناً أمام القارئ.
الفيلم السينمائي والمونتاج
تأليف: د. منى الصبّان
السعودية | الناشر: «سينماء لتعزيز
المحتوى المعرفي السينمائي»
أمضت د. منى الصبّان سنوات عديدة في العمل السينمائي، ليس من خلال كتابة السيناريوهات أو الإخراج أو العم لمصوّرة أو موسيقية، بل بوصفها أستاذة معتمدة في عدد من الهيئات والمؤسسات في مصر وخارجها.
لبضع سنوات قامت بتوليف أفلام ومسلسلات في لبنان ومصر، لكن تخصصها الأصلي كان جمع هذه المنافذ كلها والاختصاصات السينمائية وتدريسها لطلاب المعهد العالي للسينما، كما أنها أول مدرسة عربية لتعليم السينما عبر الإنترنت، في جهد مستمر يهدف إلى تكوين جيل ناجح من هواة السينما والحالمين بالعمل فيها.
لا يسرد كتابها الجديد كل هذه التفاصيل، بل يتوجّه إلى موضوع واحد، وهو إجراء مقابلات مع سينمائيين مصريين حول المونتاج. يتكوّن الكتاب من جزأين: الأول بعنوان «علاقة المخرج بالمونتاج»، ويضم مقابلات مستفيضة مع 5 مخرجين هم صلاح أبو سيف، وعلي بدر خان، ومحمد خان، وسمير سيف، وهنري بركات.
أما الجزء الثاني، فهو بعنوان «علاقة التمثيل وهندسة الصوت بالمونتاج»، ويحتوي أيضاً على مقابلات مطوّلة مع مهندسي الصوت جميل عزيز ومجدي كامل، ومع الممثلَين نور الشريف وحسين فهمي، بالإضافة إلى مقابلة مع مهندس المؤثرات الحية حسن الشاعر.
لم يسبق لأي مؤلف عربي أن قام بمثل هذه الخطوة. هناك كتب قليلة عن التوليف، لكن لا يوجد بينها كتاب يسرد فن المونتاج على ألسنة هذه الخبرات. تلك المقابلات تفيض بالمعرفة وتساهم كثيراً في الكشف عن اللقاء بين مهن سينمائية مختلفة من جهة، وبين فن التوليف من جهة أخرى. أسئلة منى الصبّان لمن تحاورهم دقيقة وتكشف عن معرفة عميقة بما تتحدث فيه.
خارج الأسطوانة: نجوم الفيلم الغنائي
تأليف: حسن حدّاد
البحرين| الناشر: كتاب سينماتك
يمهّد الزميل طارق الشنّاوي لكتاب الناقد حسن حدّاد باستعراض مهم للسينما الغنائية المصرية، حيث يرسم خلفية لما يتضمنه الكتاب من آراء ومعلومات، ويوفر ناصية تاريخية مناسبة له.
«خارج الأسطوانة: نجوم الفيلم الغنائي» كتاب معلوماتي ومرجعي في المقام الأول، يتناول حياة وأفلام عدد كبير من الممثلين المغنين، أو المغنين الذين لجأوا إلى التمثيل لأجل الغناء في الأفلام. يحتوي الكتاب على صفحات عن محمد عبد الوهاب، ومحمد فوزي، وأم كلثوم، وليلى مراد، وعبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش، وأسمهان، وغيرهم، حيث يقدّم لكل واحد منهم عرضاً لأفلامه الغنائية وسيرة حياته.
الفصل الأول يندرج تحت عنوان «الأغنية في الفيلم المصري»، ويبدأ برأي للناقد الراحل سمير فريد، ليس بالضرورة صائباً، إذ يقول: «يبدو أن السينما المصرية نطقت لكي تغني، ولولا الغناء لظلت صامتة حتى الآن». هذا الرأي لا يمكن أن يكون طرحاً علمياً، على الرغم من أن «أنشودة الفؤاد» (1931) كان أول فيلم مصري ناطق. صحيح أن هناك أصواتاً غنائية خلال تلك الفترة رعتها السينما وقدّمتها، لكن الثلاثينات، وما بعدها، كانت ثرية بأصناف أخرى من الأفلام غير الغنائية، مما يجعل هذا القول منافياً وغير دقيق.
ما عدا هذه الوقفة، لا شيء في كتاب حسن حدّاد يخرج عن خط التقديم المدروس للموضوع المختار. يوضح حدّاد صحة ملاحظة أن الخلط بين الفيلم الغنائي والفيلم الموسيقي قائم (وربما حتى الآن)، لكنه يؤكد أن ليس كل فيلم يحتوي على أغانٍ هو فيلم موسيقي (ميوزيكال). وخلال استعراضه للفنانين الذين مزجوا الغناء بالتمثيل، لا ينسى قيمة المعلومة والرأي، وكلاهما يجعلان الكتاب مرجعاً مهماً في موضوعه.