عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Oct-2025

ملاحقة مجرمي المستعمرة*حمادة فراعنة

 الدستور

القتل المتعمد، التصفية لقطاع واسع من المدنيين، التجويع، العطش المقصود، تدمير الحياة لشعب فلسطين في قطاع غزة عبر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، للأطفال، للنساء، للكهول وللشباب، لا توجد أي محرمات تحول دون ممارسة القتل للمدنيين الفلسطينيين على يد قوات احتلال المستعمرة، على كامل قطاع غزة.
 
وبصرف النظر عن توفر فرص وقف إطلاق النار، أو أي نتائج ستسفر عنها خطة المبادرة الأميركية، يجب تركيز الاهتمام السياسي والقانوني والإنساني والدولي، خلال الفترة المقبلة، على ملاحقة المجرمين الذين نفذوا جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني، وتقديمهم للمحاكمة، وفق قرار مجموعة لاهاي في نيويورك يوم 26 أيلول سبتمبر 2025، لوقف الإبادة الجماعية في غزة:
 
1- الأفراد لمحكمة الجنايات الدولية من السياسيين أصحاب قرار حرب الإبادة، من الوزراء والعسكر.
 
2- المستعمرة نفسها ككيان سياسي لمحكمة العدل الدولية.
 
يجب أن لا يُسمح للمجرمين التهرب من أفعالهم الجرمية، ومحاكمتهم كما حصل لقادة النازية والفاشية وكل المجرمين الذين ارتكبوا جرائم القتل المتعمد والإبادة الجماعية والتطهير البشري، كما جاء في تقرير لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة ولجان حقوق الإنسان، وخلاصة تقاريرهم المهنية الميدانية والمدققة بحرفية مستقلة.
 
حقق الفلسطينيون نتائج سياسية هامة بالانتقال النسبي من قبل أوروبا على أثر تداعيات عملية وحرب أكتوبر 2023، باستثناء المانيا، نحو مواقف متزنة بين طرفي الصراع، بعد أن كانت أوروبا متورطة بالانحياز لصالح المستعمرة وانغماسها في الإجرام السياسي بحق الشعب الفلسطيني من خلال العمل على إقامة المشروع الاستعماري التوسعي الصهيوني الإسرائيلي اليهودي العبري على ارض الشعب الفلسطيني ظُلماً وتعسفاً، يفتقد للعدالة والإنصاف، منذ وعد بلفور 1917، وإعلان المستعمرة عام 1948، واحتلالها باقي أرض فلسطين عام 1967، إلى اليوم.
 
قادة المستعمرة الإسرائيلية اعتماداً على: 1- استغلال الجرائم التي قارفتها أوروبا، وخاصة روسيا القيصرية والمانيا النازية وايطاليا الفاشية بحق اليهود، 2- التحالف ما بين الحركة الصهيونية والاستعمار الأوروبي التقليدي القديم، 3- ضعف وتفسخ العالم العربي، ووقوعه على الأغلب وخاصة الشرق، تحت سيطرة الاستعمارين البريطاني والفرنسي، سهل للصهيونية تنفيذ وإقامة مستعمرتها على أرض فلسطين.
 
مع بداية عملية 7 أكتوبر التي رافقها عدد من الأخطاء، غير الإنسانية بحق مدنيين إسرائييين، وقف العالم بأغلبية بلدانه بما فيهم العرب والمسلمين، ضد عملية حركة حماس، ولكن بعد عمليات المستعمرة المتطرفة المشينة الملوسة وسلوكها البائن بـ: الحقد والثأر والتطرف الهمجي ضد المدنيين الفلسطينيين، وقتل عشرات الالاف، وجرح أضعافهم، وتدمير كافة البنى التحتية من مدارس وجامعات ومستشفيات ومساجد وكنائس، طوال سنتين، انقلب العالم وخاصة لدى الشعوب الأوروبية، وانعكاس تظاهرات شوارع العواصم الأوروبية على مواقف حكوماتهم، ضد المستعمرة، باستثناء الولايات المتحدة التي بقيت الحاضنة الداعمة لسياساتها وخياراتها، ووفر الرئيس ترامب ومن قبله الرئيس بايدن، كافة فرص الغطاء لحرب المستعمرة ضد الشعب الفلسطيني.
 
تقديم المجرمين الذين ارتكبوا الجرائم بحق الشعب الفلسطيني للمحاكمات الدولية، يجب أن يكون الهدف المركزي الأهم: فلسطينياً وعربياً وإسلامياً ومسيحياً ودولياً، خلال المرحلة المقبلة.