عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Jul-2025

الاستثمار في القتل والتهجير*جهاد المومني

 الدستور

العام الثاني على مذبحة غزة يوشك على الانقضاء وما من مؤشرات حقيقية على أن العدوان سينتهي حتى لو توقف إطلاق النار، فالقتل والتهجير ليسا الهدف النهائي لإسرائيل وإدارة الرئيس الاميركي ترامب حتى لو قيل غير ذلك، كما ان تدمير حماس ليس هدفاً رئيسياً حتى لو قالت اسرائيل ذلك، وانما هو مكسب على هامش المخطط النهائي وهو الاستيطان وإقامة الريفيرا على عظام الغزيين، اما الطريق إلى غزة الجديدة فيمر عبر أهداف ثانوية من بينها حماس وكتلة السكان الكثيفة في غزة والبناء العشوائي كلها تعترض طريق الجرافات، فالريفيرا لا تقام بوجود حماس ولا بوجود مليوني غزي ولا بما على ارض غزة من مدن ومنشآت، المطلوب تجريد غزة من السلاح ثم من السكان وفي غضون ذلك تدمير كل بناء قائم، هذا ليست الاهداف وان بدت كذلك، الهدف هو استيطان غزة استثمارياً، اسرائيل تأخذ الارض والشركات تستثمر السواحل الجميلة!
 
إسرائيل لا تستعجل عمليات التقتيل، كل يوم مئة غزي يكفي، لكنها تسابق الوقت في التدمير لان المطلوب ارض خالية وخاوية، ومن يعتقد انها غير قادرة على ذلك وفرض سيطرة كاملة على القطاع من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه لا يعي حجم المؤامرة ولا يعرف شيئاً عمن يقف وراء اسرائيل ومشروع الولايات المتحدة الاستثماري في غزة، هي قادرة تماماً، لكنها ان انهت وجود حماس كلياً فقدت مبرر التدمير والقتل اليومي لمئات الفلسطينيين، وما دامت هناك بيوت قائمة فالغزيون باقون أما إذا سوت بيوتهم بالأرض وأخفت ملامحها تماماً بحيث لا يستدل الغزي على بيته، فإنهم سيرحلون (طوعاً) ولكن مجبرين، ومن قال انه لا توجد دول رحبت باستقبالهم ووجدت من يدفع المقابل ومنها بعض الحصص في الاستثمار الكبير، بلى هناك دول لا زالت تفاوض على السعر والعدد والموعد وحجم الحصص ..!
 
متى انتهى المشروع لن يكون هناك مكان للسياحة في بلدان العرب المجاورة، غزة ستكون العنوان وهي اليوم في طريقها إلى موت مدبر لإفراغها بإحدى الطرق الميسرة لإسرائيل في هذه المرحلة وهي التقتيل والتهجير الإجباري او الهجرة الطوعية وهو ما تقوم به منذ بداية المذبحة، وتهندس جريمتها بحيث تبقي على اراضي غزة صالحة للحياة بعد موت او رحيل اصحابها، ولذلك لا تستخدم اسلحة تلوث الارض والبيئة، ولا تغمر الأنفاق بمياه البحر المالحة كما كانت تنوي في بداية العنوان ثم تراجعت بعد اتضاح النوايا حتى لا تصبح الارض عطل غير قابلة للزراعة، فالاستيطان في الجنوب زراعي بامتياز ولن يقتصر الأمر على بناء الفنادق والمنتجعات التي ستتولاها شركات أميركية بحصة اكبر للرئيس المستثمر ترامب وهذا ما يفسر صمته المريب على ما يجري من قتل وتجويع، فالفنادق والكازينوهات على ارض غريبة ليس تملكاً اما استيطان الارض وضمها بقوانين المستوطنين فالصهاينة خبراء في ذلك..
 
الاسرائيليون شغوفون بالأرض لان من يملكها سيملك ما فيها وما عليها، وليسوا معنيين بالترفيه، فهم لصوص أراض وليسوا ندلا في المقاهي والأندية الليلية، هذه المهمة سيتركونها للسفرجية من مختلف اصقاع الأرض، هكذا استوطن البيض اراضي الهنود الحمر وجعلوهم خدمة للغرباء في بلادهم وجلبوا إليها مستوطنين من سجون أوروبا واميركا اللاتينية وعبيدا من أفريقيا، وهذا ما يدبر لمن سينجو من اهل غزة ومن اختار العمالة وفتح ابواب بيته للمحتل.
 
غزة لا تموت وانما أهلها هم من يموتون ويبادون وهذا هو الهدف الاول للقاتل المأجور والمؤجر والممولين الطموحين كل منهم بقطعة ارض على شاطئ غزة لبناء منتجع او قصر وليس مؤكداً ان تكون لهؤلاء حصة بعد ان تتقاسم الضباع الذبيحة ولا تبقي للكلاب غير الروث..!
 
غزة تدخل مرحلة الترسيم وقريباً ستبدأ فرق الهندسة بتخطيط مستقبلها بدون أهلها وبدون بيوتهم وبدون ارثهم وتاريخهم، ثم تتبعهم الجرافات لتنشئ البنية التحتية تليها فرق العمل لإقامة البنية الفوقية وسيجبر الفقر كل باق على قيد الحياة من اهل غزة ان يحمل سطل الباطون ليكون جزءًا من هذا البنيان في غزة الجديدة، أليس هذا ما حدث سابقاً وكان أصحاب الضفة المنكوبين بالفقر والاحتلال بناةً للمستوطنات على ارضهم، وأهل غزة المحاصرين اصطفوا طوابير بعشرات الآلاف على حاجز إيريز كل صباح برجاء السماح لهم بالعمل على بناء بيوت للمستوطنين. .!