عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Jun-2025

ثمن صراع المشروعين الإيراني والإسرائيلي على العرب* حمزة عليان

 

الجريدة - 
​لن تعود إيران قوة إقليمية مؤثرة وفاعلة في المحيط العربي كما كانت، سواء تحقق الهدف الأميركي ــ الإسرائيلي باغتيال رأس القيادة الإيرانية أم لم يصل إلى خواتيمه بالقضاء على البرنامج النووي، ولن تكون إيران الجديدة بعد الحرب مثلما كانت قبلها، فالجرح يدمي والنزيف حصل والكارثة وقعت.
 
​وصلنا إلى آخر عقدة في المشروع الإيراني الذي بنته طهران على مدى عقود، بعدما تهاوت «وحدة الساحات» لتقع «أم المعارك» وفي عموم الجغرافية الإيرانية.
 
​أولى نتائج الحرب الإسرائيلية ضد إيران سقوط الأوهام التي حيكت حولها الخيوط ونُسجت عنها الأساطير.
 
​ليس من المبكر السؤال ما إذا كان قد سقط المشروع الشيعي السياسي ودخلنا مرحلة جديدة تختلف عن سابقاتها، لأن ما نشهده هذه الأيام فعلياً أن الجدار بدأ بالتصدع.
 
​إيران لن تعود قوة إقليمية مؤثرة وفاعلة في المحيط العربي كما كانت، سواء تحقق الهدف الأميركي ــ الإسرائيلي باغتيال رأس القيادة الإيرانية أم لم يصل إلى خواتيمه بالقضاء على البرنامج النووي، ولن تكون إيران الجديدة بعد الحرب مثلما كانت قبلها، فالجرح يدمي والنزيف حصل والكارثة وقعت.
 
​لقد وصل الموس إلى رأس العنق، بعدما انفرط عقد التحالف بين قوى الممانعة، لكن ما زال النظام يقاوم بعدما استعاد توازنه من الضربة الأولى والمفاجأة.
 
​تقديرات المحللين الاستراتيجيين تصل إلى نقطة مفصلية تقول إننا سنكون أمام إيران جديدة ومختلفة بعد الحرب، وآثار المعركة لابد أن تظهر تباعاً وليس بالضرورة اليوم أو غداً، فالارتدادات بعد الزلزال تأخذ وقتاً لكنها قادمة، وفي الغالب ستنكفئ إلى الداخل لتعيد ترميم بيتها.
 
صحيح أن الأذرع الإيرانية أصيبت بضربات قاتلة وإن بقي بعضها، لكنها الآن تختبئ داخل الثلاجة، فقد تلاشت قوة هذه الأذرع ولم يعد لها ذاك الوزن والقوة.
 
​في ميزان الربح والخسارة وعلى المستوى الاستراتيجي هل العرب موجودون على الخريطة؟ وماذا سيكون نصيبهم من «المشروعين»؟
 
لا يوجد شيء اسمه مشروع عربي، فهذا كلام الحالمين، نحن في دائرة الاستهداف. فإذا كان المشروع القومي العروبي أصيب بالسكتة القلبية منذ نكسة 5 يونيو 1967 وما تبعه من هزائم وبات من المخلفات، فهذا ينطبق أيضاً على انفراط المشروع الإسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني بعد اندثار تنظيم داعش وتوابعه وانحسار مد وسطوة الإخوان المسلمين، فنحن نودع هذا العصر بآخر الحروب.
 
​ليس في الأفق مشروع عربي بديل، إما أن «ينتصر» المشروع الإسرائيلي ويسقط المشروع الإيراني أو العكس؟
 
​السؤال من سيكبح الوحش الإقليمي الجديد في المنطقة والمدعو نتنياهو؟ ومن سيوقف «الثور الهائج» القادم إلينا بعنصرية توراتية، أم أن دوره سينتهي أو يضمحل، كوكيل لأميركا بعدما استنزف وأدى مهمته ولم تعد الإدارة الأميركية محتاجة إليه؟
 
​نجح نتنياهو في اقتناص الفرصة التاريخية ليَنقض على أذرع «قوى الممانعة» بدعم وترتيب كاملين من الرئيس ترامب، فالقوة العسكرية كرّست هذا الدور لإسرائيل وأحدثت خللاً واضحاً في ميزان القوى العسكرية.
 
​نتنياهو اليوم صار له اليد الطولى في المنطقة، وإذا نجح المشروع الإسرائيلي في تغيير خريطة الشرق الأوسط فستفرض إسرائيل هيمنتها، وستلعب بدول المنطقة كما تشاء، وسيصبح الخليج العربي تحت عباءة «السلام الإبراهيمي» لتأخذ حصتها كشريكة.
 
المشروع الإسرائيلي إذا انتهى إلى «الانتصار» العسكري على إيران فسيمحو شيئاً اسمه دولة فلسطينية أو حق الفلسطينيين في العودة وحلم الدولة، بل وسيعمل على تصفية القضية بالطريقة التي يراها.