غزة تموت جوعاً*م. فواز الحموري
الراي
كل ما يلزم للحياة متوفر إلا في غزة؛ طعام، ماء، دواء، أمن واستقرار، لكن ما تواجهه غزة من مجاعة وسوء تام في الصحة مخيف جدا ويجعل كل لقمة نأكلها أو شربة ماء وقطرة نهدرها وحبة دواء نتناولها نقمة علينا حين ننظر لما يجري في غزة من الموت جوعا وعدم القدرة على الحياة سواء من قبل كبار السن والأطفال والنساء والموت قبل الظفر بطعام لا يسمن ولا يغني من جوع.
نفكر ألف مرة حين نتذوق ما لذ وطاب من طعام وشراب ونعم نهدرها وتكفي لإطعام أعداد غفيرة من جوعى غزة الذين ينتظرون الفرج مهما كان ولو بلقمة واحدة من البقايا ومن فتات الخبز على أقل تقدير.
بالمناسبة القريبة ومع إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بأن لديها مخزونا غذائيا كافيا لتلبية احتياجات جميع سكان قطاع غزة لمدة تتجاوز 3 أشهر، إلا إن هذه المساعدات ما تزال محتجزة في المستودعات بانتظار التصاريح اللازمة لإدخالها إلى القطاع.
وإن هذه الإمدادات جاهزة للتوزيع، وتشمل مواد مخزنة في مستودعات بمدينة العريش المصرية، وإضافة إلى أن الأنظمة اللوجستية جاهزة وتعمل بكفاءة.
وجددت الوكالة دعوتها إلى فتح المعابر ورفع الحصار، مؤكدة استعدادها الكامل لأداء واجبها الإنساني في إيصال المساعدات لسكان القطاع، بمن فيهم نحو مليون طفل (نحو 6 آلاف شاحنة تقف على حدود غزة).
كل ما يلزم للحياة متوفر إلا في غزة؛ وعار إنساني أن يفارق الجائع الحياة قبل أن تدخل اللقمة فمه ويسقط ميتا هزيلا ضعيفا محتسبا من معاناته مع الإنسانية وفقدانه معنى الحياة الوفيرة التي يتمتع بها الآخرون.
هل سوف يسمح الضمير الإنساني بادخال المساعدات إلى شعب غزة ويوفر له الإغاثة المطلوبة والمناسبة قبل الرحيل عن الدنيا وليس أرضا وحسب، وهل نتحمل جميعا وزر من يموتون جوعا في غزة؟.
نقص عناصر الحياة الضرورية في غزة لو جربت الأمم جزءا منها لن ينفعها البكاء والانتظار لكسرة خبز أو شربة ماء مهما كانت درجة نقائها وجودتها وفلترتها وحبة مسكن من ألم الحسرة.
الوصول لمكان توزيع المساعدات عند توفرها يعني رحلة تنتهي ليس بالحصول على وجبة ولكن هدف للقتل من الجو وقصف يحصد تلك الأعداد من الباحثين عن فرصة للبقاء قبل الموت من جراء قذيفة أو وجبة قد لا تصل سوى متأخرة وبعد فوات الأوان.
الجوع حول العالم وليس في غزة فقط هو حصيلة بشعة للبشر الذين يعتقدون أن ثمة ما لا يستحق الحياة على كوكب الأرض ولا يتسع الكون لهم للبقاء على قيد التسجيل في السجل المدني.
بكل لغات العالم: غزة تموت جوعاً، لا بد من ادخال المساعدات؛ ذلك ليس ترفا بل هو منعا لكارثة تدين الإتسانية حول العالم جمعاء؛ من سوف يتحمل مسؤولية بقاء الاغاثة بعيدة عن المحتاج ومن سوف يساهم فعليا في ادخال المساعدات فورا؟.