عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Jun-2025

تداعيات الحرب الأسرائيلية الإيرانية*احمد ذيبان

 الراي 

هذه أول حرب مباشرة تقع بين اسرائيل وايران، كان نظام الملالي الذي يستخدم القضية الفلسطينية والعداء لاسرائيل ورقة للاستثمار السياسي، خلال السنوات الماضية يحارب اسرائيل من خلال الميليشيات الطائفية التي انشأها وسلحها ويمولها، أو ما اصطلح على تسميته بوكالائه أو «أذرعه»، كما في لبنان - حزب الله، والحوثيون في اليمن، والميليشيات التي استأجرها لتعمل في سوريا، قبل سقوط نظام الأسد، وفي مناطق أخرى عديدة.
 
سبق أن قصفت ايران اسرائيل بطائرات مسيرة وعدد من الصواريخ البالستيَّة، لكن تلك الضربات كانت أشبه بألعاب نارية، حيث لم تحدث أي ضرر يذكر في مواقع اسرائيلية، وكانت دوافعها تتعلق بحفظ ماء الوجه، بعد أن شنت اسرائيل غارة جوية على القنصلية الايرانية في دمشق، بتاريخ الأول من نيسان – ابريل عام 2024، خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، حيث كانت سوريا تخضع لوصاية» ايرانية–روسية »، وقتل في الغارة 16 شخصا بينهم مسؤول كبير في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، وكان ذلك الهجوم هو الأول من نوعه الذي تتعرض له إسرائي?، من قبل دولة في المنطقة منذ الضربات الصاروخية التي شنها العراق، في فترة حكم الرئيس صدام حسين عليها إبان حرب الخليج الثانية منذ أكثر من ثلاثة عقود!
 
لكننا اليوم أمام حالة مختلفة في حرب مباشرة قد تستغرق اسبوعين أو أكثر، وفي هذه الحالة أيضا لم تبادر ايران لقصف اسرائيل، انتصارا لغزة التي تتعرض لحرب ابادة جماعية منذ نحو 600 يوم، كما لم تتحرك للدفاع عن ميليشيا حزب الله في لبنان الذي تعرض لهزيمة قاسية، في حربه الأخيرة مع اسرائيل واضطر على أثرها لتوقيع «صك استسلام »، بل أن ايران اضطرت للرد على الغارات الاسرائيلية، التي أستهدفت مواقع استراتيجية فجر يوم الجمعة 13 حزيران 2025، في العمق الايراني وخاصة المواقع النووية وألحقت بها خسائر كبيرة.
 
وقد اختارت اسرائيل توقيتا لافتا لبدء هذه الحرب المفتوحة، قبل الموعد المقرر لعقد الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وايران في العاصمة العمانية مسقط، واستثمرت ما كان قاله الرئيس الاميركي ترامب في تصريحات عديدة، بأنه يمهل ايران شهرين لتوقيع اتفاق نووي جديد، وبعد أن انتهت فترة الشهرين «60» يوما، شنت اسرائيل في اليوم الحادي والستين «61 » هجوما مباغتا، فكان لا بد لايران من الرد بأي صورة للحفاظ على ماء وجه النظام، ولكي لا تتآكل سمعته بشكل نهائي وتكون النتيجة السقوط، بل أن طهران اتهمت الرئي? الاميركي ترامب، بأنه شارك في خديعتها وتضليلها في تصريحاته المتضاربة، وفي ذلك سذاجة سياسية ذلك أن المفاوضات والدبلوماسية والسياسة، تقوم على المناورة والخداع ونصب الكمائن وليس على النوايا الحسنة !!
 
ومن الواضح أن الصواريخ التي أطلقتها ايران، على عمق الكيان الصهيوني وخاصة مدينة تل أبيب، أصابت بعض الأبنية ودمرت بعضها وتسببت بمقتل عشرات الأشخاص وأصابة المئات في حصيلة أولية، وهذه خسائر بين المدنيين لم تعتد عليها اسرائيل، وهي التي تشن حرب ابادة جماعية ضد أهالي قطاع غزة، وتقوم بحرب تدمير ممنهجة للبشر والحجر !
 
صحيح أنها خسرت الكثير من جنودها بين قتيل وجريح في معارك قطاع غزة، رغم الفرق الهائل في القدرات العسكرية والتكنولوجية، بين جيش مدجج بأحدث الأسلحة الاميركية والغربية، ومقاومة تستخدم أسلحة بسيطة.
 
والسؤال الذي يشغل الساسة والمراقبين ووسائل الاعلام اليوم، كيف ستنتهي الحرب بين اسرائيل وايران؟ وبطبيعة الحال كلا الطرفين سيعتبر نفسه منتصرا بغض النظر عن النتائج !!
 
ربما تدخل وساطات دولية مثل التي عرضها الرئيس الروسي بوتين، لكن كيف سيحدث ذلك لا بد من مخرج:هل ستعود ايران صاغرة للمفاوضات النووية وتقبل بالشروط الاميركية والاسرائيلية؟ أما ستبقى متعنتة تكابر وتتلقى المزيد من الضربات !
 
بالنتيجة اسرائيل ستعتبر أنها دمرت البرنامج النووي الايراني وقتلت قيادات عسكرية وعلماء نوويين، ودمرت مطارات ومواقع عسكرية واستراتيجية..الخ، وايران بدأت تحتفي بالانتصار منذ اليوم الأول، من خلال تنظيم تجمعات في بعض المدن، بعد ان وجهت الى العمق الاسرائيلي ضربات صاروخية!