عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Oct-2025

"بيت لحم: مدينة الميلاد" لغانم يحكي جذور المدينة وتاريخها

 الغد-عزيزة علي

صدر للمهندس أديب غانم كتابه بعنوان "بيت لحم – مدينة الميلاد"، ويعد مرجعا تاريخيا وجغرافيا فريدا يستكشف جذور مدينة بيت لحم ومحيطها، ويكشف عن أعماق تاريخ فلسطين وأسمائها التراثية. يأتي هذا العمل البحثي ليضيء على الحقائق التاريخية والأثرية التي تؤكد مكانة فلسطين كمهد للكتاب المقدس، مستعرضا مواقعها، وأسماء مدنها وقراها، وربطها بالوثائق التاريخية والموروث الشعبي، ليجمع بين العلم والدقة وحب الوطن في نص واحد يروي تاريخ الأرض والشعب.
 
 
ويقول أديب غانم إن هذا الكتاب جاء ليؤكد، ببساطة ووضوح، أن موطن الكتاب المقدس هو فلسطين، وليس أي مكان آخر، وأن التاريخ والآثار والجغرافيا الفلسطينية تشهد على ذلك بجلاء. كما يهدف إلى تزويد القارئ بمعلومات أساسية وإضافية عن بيت لحم والمناطق المحيطة بها، من خلال العودة إلى جذور هذه المنطقة المهمة من فلسطين، بالاستناد إلى بحث علمي ودراسة منهجية لأسماء المناطق التاريخية، إذ يرى أن في التسميات التراثية المختلفة يكمن تاريخ فلسطين الحقيقي، الذي يحتاج إلى من ينقّب عنه ويُظهره بأمانة وإخلاص.
ويضيف المؤلف أن أسماء الأماكن في فلسطين، كما نعرفها اليوم، لها جذور وخلفية سامية، تعود إلى الأجداد الذين تناقلوها عبر العصور. ويشير إلى أن السبب الرئيس في الحفاظ على هذه التسميات القديمة هو استمرارية الاستيطان البشري في فلسطين على مرّ التاريخ، رغم ما شهدته من حروب وكوارث طبيعية وأوبئة.
ويرى غانم أنه بعد الفتوحات الإسلامية لفلسطين، تم تعريب بعض هذه الأسماء، إلا أن معظمها احتفظ بجذوره السامية. وبالطبع، هناك أماكن فُقدت أسماؤها القديمة ولم تعد معروفة الآن. كما أُقيمت مستوطنات بشرية جديدة أُطلقت عليها أسماء حديثة، لكن في أغلب الحالات بقيت جذور التسميات القديمة قائمة للدلالة عليها. لذلك، كان لا بد من الرجوع إلى التحليل اللغوي للبحث في جذور هذه الأسماء، باستخدام قواميس اللغات القديمة، والاستعانة بما يتوافر من معلومات تاريخية. وأثرية للمنطقة وما دون حول هذه الأسماء.
ويشير المؤلف إلى أن الأسقف يوسابيوس القيصري، ابن فلسطين في القرن الرابع الميلادي، قدّم قائمة بأسماء الأماكن في فلسطين كما كانت معروفة آنذاك، مع شرح جغرافي وتاريخي لها. وفيما بعد، قام "جيروم"، بترجمة الكتاب المقدس إلى اللاتينية، متضمناً العديد من أسماء هذه المناطق. ويوضح غانم أن العديد من الرحّالة الأوروبيين زاروا المنطقة على فترات زمنية طويلة امتدت حتى نهاية الحكم العثماني، حيث دوّنوا العديد من الأسماء الفلسطينية. كما قام العالم الأميركي "إدوارد روبنسون"، (1794–1863) بالتعرّف على أكثر من مائة اسم لمواقع توراتية في فلسطين، من خلال التحليل اللغوي لأسماء الأماكن التي استخدمها الفلاحون الفلسطينيون، والتي كانت معروفة لديهم جيداً، مما ساعد في الحفاظ على هذه الأسماء القديمة من الضياع.
كما قامت مؤسسة Palestine Exploration Fund (PEF)، التي أُسست في بريطانيا عام 1895، بتثبيت مواقع أكثر من "1150"، اسماً مرتبطاً بالعهد القديم، "162"، اسماً متعلّقاً بالعهد الجديد، وتقع معظمها في فلسطين، وذلك من خلال المسح الجغرافي والأثري لهذه المواقع، وجمع أسمائها كما ينطقها أهلها الفلسطينيون. كما قام الباحثون بإعداد خرائط جغرافية لها، وثُبّتت أسماء هذه المواقع باللغة الإنجليزية.
ويقول المؤلف إن هذا الكتاب جاء لإلقاء الضوء على جذور أسماء بعض المناطق حول مدينة بيت لحم، وذلك بالرجوع إلى أصولها التاريخية، والتعرّف على أسمائها الآرامية القديمة كما كانت تُعرف آنذاك، إضافةً إلى دراسة الجغرافيا وأسماء القرى والمواقع والخِرَب الأثرية الموجودة فيها كما كان يعرفها سكانها الفلسطينيون، وبيان مدى تطابقها مع الموروث التاريخي والثقافي ونصوص الكتاب المقدس.
ولتحقيق ذلك، تم إرجاع أسماء عدد من هذه المواقع في منطقة بيت لحم إلى لغتها الآرامية القديمة، وهي لغة أهل فلسطين قديماً قبل ميلاد السيد المسيح، وقبل دخول بني يعقوب إلى أرض فلسطين، وربط ذلك بالاكتشافات الأثرية والمخطوطات القديمة قدر المستطاع، من خلال الرجوع إلى قواميس اللغات القديمة: الآرامية والعبرية واليونانية والعربية، لتثبيت المعاني الحقيقية لهذه الأسماء والتحقق من علاقتها بنصوص الكتاب المقدس.
ويكشف المؤلف أن فلسطين، ومن ضمنها منطقة بيت لحم، قد تعرّضت عبر العصور للعديد من الكوارث الطبيعية والأوبئة والحروب والغزوات، مما تسبب في حدوث هجرات بشرية منها وإليها. وقد دُمّرت العديد من المدن والقرى واندثرت وأصبحت منسية، غير أن الملاحظ أن هناك الكثير من المدن والقرى والمواقع القديمة ما تزال قائمة ومحافظة على وجودها وأسمائها القديمة منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا، وإن تحوّرت بعض الأسماء في لفظها بحكم تغيّر الزمن وتعدد اللغات والثقافات التي مرّت عليها.
ويشير غانم إلى أن اللهجة الفلسطينية والثقافة الشعبية الحالية تحمل في ثناياها كلمات ومعاني وتعابير آرامية وكنعانية قديمة، كما أن الأثواب الشعبية الفلسطينية المطرزة ما تزال غنية بالزخارف الكنعانية القديمة، وكذلك الأغاني والأهازيج والأمثال الشعبية التي تتضمن كلمات آرامية تعبّر عن حياة الإنسان المرتبطة بأرضه ومجتمعه. وهذا، كما يؤكد المؤلف، دليل على أن الوجود البشري للشعب الفلسطيني على أرضه كان وما يزال مستمراً منذ آلاف السنين.
ويقول المؤلف إنه عندما شرع في إعداد هذا الكتاب البحثي، تم اعتماد منهج علمي محدد يمكن تلخيصه بالخطوات التالية:
تم اعتماد الترجمة العربية للكتاب المقدس والمعروفة باسم "سميث وفان دايك" عند الاقتباس أو تدوين أسماء المدن والمناطق وأسماء الشعوب، كما تم اعتماد الترقيم التالي عند الاستشهاد بآيات من الكتاب المقدس: "اسم السفر، رقم الإصحاح: رقم العدد (الآية/الآيات)".
كما تم إعداد خرائط خاصة لهذا الكتاب لخدمة موضوعاته المختلفة باستخدام برامج متخصصة في رسم الخرائط، ووُضعت أسماء المدن أو الأماكن باللغة العربية تسهيلاً للقارئ العربي. وتم أيضاً تحديد بعض المواقع واستخراج إحداثياتها الجغرافية لتثبيتها على الخرائط. ولتحديد أسماء ومواقع بعض المدن والقرى والمناطق، تم الاعتماد على خرائط صندوق اكتشاف فلسطين للفترة ما بين 1931 – 1945، بعد كتابة الأسماء باللغة العربية على الخرائط كما تُلفظ أو كما هي متعارف عليها بين أهل فلسطين، أو كما وردت مترجمة إلى العربية في الكتاب المقدس.
كما تم تحديد معاني أسماء بعض المدن والقرى والمناطق، تم الرجوع إلى طريقة لفظها من قبل السكان المحليين في منطقة بيت لحم، ثم العودة إلى القواميس الناطقة والعادية للغات الآرامية والعبرية واليونانية والعربية، في محاولة للوصول إلى المعنى الحقيقي لهذه الأسماء ومعرفة المقصود منها كما كانت تُفهم في العصور الغابرة. كما تم الرجوع إلى العديد من تفسيرات نصوص الكتاب المقدس، وخاصة كتابات وتفسيرات آباء الكنيسة الأوائل، كما فُهمت منذ بدايات المسيحية، وذلك لإعطاء المعاني الحقيقية والتاريخية لأسماء بعض المواقع.
ويبين أنه أثناء إعداد هذا الكتاب (2017–2019) كانت ترميمات كنيسة المهد مستمرة وغير مكتملة، فتم إدراج بعض الصور الفوتوغرافية الحديثة للكنيسة، والتي التقطها غانم بنفسه أثناء زياراته المتعددة لمنطقة بيت لحم وكنيسة المهد، بالرغم من أنه لم يتمكّن من الحصول على بعض المعلومات أو الدراسات الأثرية لبعض الأماكن في المنطقة لعدم وجود حفريات أثرية ومعلومات موثقة ومدروسة لها، على أمل أن يتم ذلك في المستقبل القريب لأسباب وطنية وإنسانية.
ويشير إلى أنه تم في هذا الكتاب التطرق إلى بعض المواضيع ومعالجتها وتثبيتها، والتي ما تزال تخضع للنقاش العلمي حتى الآن، ويذكر منها: "الطريق بين الناصرة وبيت لحم الذي سلكته العذراء مريم والقديس يوسف زمن الاكتتاب. طريق هروب المجوس بعد زيارتهم للطفل يسوع المسيح في بيت لحم. قوس الزرارة في بيت لحم. بيت هكاريم وصور باهر. الفرديس: معنى الكلمة ومطابقتها للحقائق التاريخية. خربة "المخروم" و"دير جهزوم".
جاء الكتاب في ستة فصول رئيسية، يبحث كل منها في الموضوعات التالية: "الفصل الأول: شعوب كنعان القديمة قبيل دخول أبناء يعقوب ("إسرائيل") إلى أرض كنعان. الفصل الثاني: الحياة السياسية والدينية في فلسطين قبيل ميلاد يسوع المسيح، وهو عرض موجز للحياة السياسية والدينية السائدة في فلسطين آنذاك. الفصل الثالث: الشواهد الأثرية والتاريخية على وجود بيت لحم. الفصل الرابع: مسارات الميلاد المختلفة وربطها بأسماء المناطق التراثية والوثائق التاريخية الفصل الخامس: كنيسة المهد وأقسامها المختلفة واللوحات الفسيفسائية، وربطها بالتاريخ والأحداث التي مرت بها.الفصل السادس: أسوار مدينة بيت لحم ومناطقها المحيطة بها مع بعض الخرب والآثار التاريخية.
في كلمة على الغلاف، جاء فيها أن بيت لحم ذكرت في رسائل تل العمارة التي اكتُشفت في مصر الوسطى عام 1887م بواسطة فلاح مصري، ويعود تاريخ هذه الرسائل للفترة (1352–1335 ق.م). وهي موجودة الآن في برلين، ألمانيا. احتوت هذه الرسائل على 118 اسماً لمدن ومواقع كنعانية، منها بيت لحم، وكانت هذه أول وثيقة أثرية مكتشفة من خارج الكتاب المقدس تُذكر فيها بيت لحم، وقبل دخول بني إسرائيل (يعقوب) إلى أرض كنعان.
جاء جزء من هذا الكتاب، وفق غانم، لإلقاء الضوء على جذور أسماء بعض المناطق حول مدينة بيت لحم، وذلك بالرجوع إلى جذورها التاريخية ومعرفة أسمائها الآرامية القديمة كما كانت تُعرف آنذاك. وتم ذلك عن طريق دراسة الجغرافيا وأسماء المناطق والقرى والمواقع والخِرَب الأثرية الموجودة فيها كما كان يعرفها سكانها الفلسطينيون، وعن مدى تطابقها مع الموروث التاريخي والثقافي ونصوص الكتاب المقدس.
ولتأكيد ذلك، يقول المؤلف، إنه تم إرجاع أسماء بعض هذه المواقع في منطقة بيت لحم إلى لغتها الآرامية القديمة، وهي لغة أهل فلسطين قديماً قبل ميلاد يسوع المسيح، وربط ذلك بالاكتشافات الأثرية والمخطوطات القديمة قدر المستطاع، من خلال الرجوع إلى قواميس اللغات القديمة: الآرامية والعبرية واليونانية والعربية.