أكد سياسيون، أن الخطاب العالمي في التعامل مع القضية الفلسطينية اخذ مؤخرًا منحنًا مختلفًا، وبرزت مكانة الدولة الفلسطينية في الضمير الإنساني على المستوى العالمي، وارتفع مستوى الوعي العام بعد الانتهاكات الدموية الأخيرة على غزة ، لتكتسب تعاطفًا على مستوى القارات، وتكون معيارًا يُقاس به صدق الالتزام الدولي بمبادئ الحرية وحقوق الإنسان.
وأضافوا في حديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن حملات التضامن مع الشعب الفلسطيني والمقاطعة بمختلف السُبل تزايدت، بعد أن أدراك العالم حقيقة ما يجري على أرض فلسطين، من عدوان وانتهاك لجميع الحقوق الأساسية للإنسان، والعدالة التي ترفعها الدول شعارًا للسلام والعيش الآمن، بعيدًا عن الغطرسة وسفك الدماء.
وقالت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية النيابية النائب دينا البشير، إنه ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، شهد العالم تحولًا ملحوظًا في المواقف والدولية والعربية تجاه القضية الفلسطينية، لتتجاوز مرحلة الشأن الإقليمي والعربي، وتصبح قضية إنسانية وشرعية دولية تتعلق بمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، وقيم العدالة التي لا يمكن تجاهلها أو الانتقائية في تطبيقها.
وأكدت البشير، أن الدور الأردني برز جليًا، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، وجهود وزارة الخارجية، في الدفع بهذا التحول الدولي من خلال تحركات سياسية ودبلوماسية فاعلة، هدفت إلى إعادة وضع فلسطين في صدارة الأولويات العالمية، والتأكيد أن استمرار الاحتلال والانتهاكات الإسرائيلية لا يهددان الفلسطينيين وحدهم، بل يشكلان تهديدًا مباشرًا للاستقرار والأمن الإقليمي والدولي على حد سواء.
وأضافت، "ما نشهده اليوم من تبدل في الخطاب والمواقف الدولية لم يأتِ من فراغ، بل كان نتاجًا لزيادة الانتهاكات الإسرائيلية غير المسبوقة، وغياب أي رادع لسياسة التطرف والعدوان التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية" وأن هذا التصعيد كشف ازدواجية المعايير الدولية، وأظهر أن الحديث عن القيم الإنسانية وحقوق الإنسان والأمن المجتمعي يبقى شعارات فارغة ما لم تُترجم إلى مواقف عملية تحاسب المعتدي وتُنصف الضحية.
وزادت، أن الأردن ومن خلال تحركاته الدبلوماسية، ساهم في نقل الحرب من إطارها الضيق كصراع مع محتل، إلى قضية دولية ذات أبعاد إنسانية وقانونية، محذرًا من أن استمرار الصمت الدولي سيقود إلى خلق واقع سياسي جديد غير متوقع، وأن التحولات الملحوظة في مواقف بعض الدول الأوروبية، إلى جانب المواقف المتقدمة للدول الخليجية والعربية والإسلامية، تعكس إدراكًا متزايدًا بأن الاستمرار في دعم إسرائيل دون مراجعة أو مساءلة لا يخدم حتى مصالح تلك الدول نفسها، بل يضعها في مواجهة مع مبادئها المُعلنة الداعية للسلام والمساءلة أمام شعوبها.
وعلى صعيد موقف الولايات المتحدة الأميركية من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قالت البشير إن الضغوط الداخلية في الولايات المتحدة، بدأت تظهر بشكل أوضح، لتمثل مؤشرًا على اتساع فجوة التناقض بين الموقف الرسمي والإرادة الشعبية الأمريكية.
وأكدت البشير، أنه بات من الواضح أن الحل في هذه القضية التي اصبح ابرز قضايا العالم، ولا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن أية محاولات لتجاوز هذا الحق لن تقود إلا إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار، وأن تطبيق حل الدولتين أصبح ضرورة لا خيارًا، ويجب أن يترافق مع فرض عقوبات دولية على الاحتلال، والالتزام بتنفيذ قرارات المحاكم الدولية بحق مجرمي الحرب الذين ارتكبوا الانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني.
وقال وزير الداخلية الأسبق المهندس سمير الحباشنة، إن القضية الفلسطينية تحتل اليوم اولوية عالمية، واخذت انعطافًا واضحًا في المواقف الدولية التي انتقلت من مرحلة التنديد والشجب إلى اتخاذ الإجراءات الفعلية في التعامل مع إسرائيل كدولة محتلة وغاصبة ومنتهكة لحقوق الشعب الفلسطني، وأن الحقائق اصبحت ظاهرة امام المجتمع الدولي على مستوى الحكومات والشعوب، حيث انتفضت الأخيرة في اكثر من مشهد بأتجاه الضغط على قياداتها، نحو النظر في علاقاتها مع إسرائل، والضغط عليها للتوقف الفوري عن ارتكاب المجازر الدموية بحق الشعب الأعزل وقتل النساء والشيوخ والأطفال، في حادثة قد تكون الابشع في هذا العصر.
وأكد الحباشنة على أن الموقف الأردني كان ومازال ثابتًا على مدى عقود خلت، فيما يتعلق بقضية فلسطين على اعتبارها القضية المحورية للشرق الأوسط والعالم بأسره وأن جهود تحقيق مفهوم السلام الذي ينادي به المجتمع الدولي لن يتحقق دون حل الدولتين ومنح الشعب الفلسطيني حقه في اقامته دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والعيش بسلام بعيدًا عن حملات القتل والاعتقالات الممنهجة من قبل جيش إسرائيل الذي ارتكب ومازال ابشع الجرائم واكثرها دموية.
وأشار الحباشنة إلى أن الخطاب العالمي تجاه فلسطين قد تغير بشكل لافت، وأن صحوة الضمير بدأت تبرز من خلال مواقف رؤساء الدول والشعوب التي تجسدت بالاعتراف بدولة فلسطين وتأكيدهم أن ذلك ليس مجرد واجب أخلاقي، بل ضرورة سياسية ويجب على حكومة إسرائيل أن تًدرك أنها اصبحت منبوذة أمام الرأي العام العالمي واصحاب الضمائر الحية وحتى في المضمون الاعلامي والمنظمات الحقوقية والنشطاء السياسين.
ودعا الحباشنة الذي يشغل حاليًا منصب أمين عام مجموعة السلام العربي، إلى اتخاذ موقف عربي موحد ومشترك في التعامل مع إسرائيل، ودعم جهود الدولة الأردنية في الدفاع عن فلسطين وقضيتها في كافة المحافل الدولية والاقليمية والعربية، وإبرازها كقضية محورية عالمية بين الحق والباطل، ولفت انظار العالم إلى حقيقية ما تصنعه الحكومة الإسرائيلية في غزة والضفة وباقي الأراضي الفلسطينية.
--(بترا)