
القدس العربي-
مروان المعشر
نقطة الانطلاق التي يؤسس عليها هذا التحليل هي، القناعة اليوم بأن التهجير الإسرائيلي للفلسطينيين بات هدفا إسرائيليا استراتيجيا واضحا، ينتظر أو يخلق فرصا سانحة لتنفيذ هذا التهجير. ليس هذا خطابا انفعاليا أو عاطفيا، بل يستند إلى حقيقيتين راسختين؛ أولهما، أن إسرائيل لا تسعى إلى قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، بل تعمل بوضوح على ابتلاع هذه الأرض وضمها وقد صرحت بذلك مرارا، ودون مواربة. أما الحقيقة الثانية فهي أن إسرائيل، ومنذ سنوات، باتت تواجه أغلبية فلسطينية داخل الأراضي التي تسيطر عليها، وتخضعها لنظام فصل عنصري، لا يمكن أن يستمر. وعليه، تجد نفسها أمام خيار واحد من منظورها: قتل أو تهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، والاستيلاء على الأرض دون سكان، وضمان ألا تقوم أغلبية فلسطينية على هذه الأرض.