الرأي -
عمان – بترا - جاء صدور مجلة (هواة الفنون) عام 1965 في العاصمة عمان بفعل جهود فردية للإعلامي نايف نعناعة واستجابة لبداية حراك فني متنوع اخذ يستقطب اهتمام قطاع الشباب في المجتمع الأردني.
شقت المجلة طريقها في حقل الثقافة والفنون والإعلام وكانت بالقطع المتوسط الذي سارت عليه طيلة سنوات صدورها لغاية عام 2001.
احتوت أعداد المجلة التي تحتفل هذه الأيام بذكرى مرور ستة وأربعين عاما على صدور العدد الأول على ما يلبي رغبات القراء من تحقيقات صحفية حول قضايا الفن الإذاعي والمسرحي والسينمائي والإبداع التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي والموسيقى والغناء إلى جانب مقالات وزوايا وأخبار النجوم المحليين والعرب والأجانب مدعمة بالصور والكاريكاتير والتعليقات النقدية.
أمضى نعناعة الذي ترأس نادي هواة الفنون الذي كانت تصدر عنه المجلة ثلاثة عقود ونيف من الزمان في تحرير المجلة، رصد فيها موروث عمان في حقول العمارة والبرامج الإذاعية وصالات السينما وأسواق وشوارع وباحات عمان والتعريف بالعديد من الشخصيات والعائلات الشهيرة التي تقطن سفوح جبال عمان واهتماماتهم.
وعاينت المجلة الكثير من المشكلات في الحياة الفنية الأردنية من بينها موضوعات: المسرح بين الفصحى والعامية، والتربية الفنية وواجبات المدرس، والتلفزيون: عدو عاقل وطريقة حسن استخدامه، إضافة إلى تسليط الضوء على تجارب فنية أردنية تعود إلى الرسام التشكيلي مهنا الدرة والممثل نبيل المشيني والمطرب فيصل حلمي ونبيل صوالحة والمنتج السينمائي غازي هواش وسواهم كثير .
اهتمت صفحات المجلة التي كانت تصدر شهريا بالأخبار العلمية والاجتماعية والموضوعات الأدبية والترفيهية لاسيما بتلك القصص المتسلسلة التي تدور حول العلاقات الإنسانية والمشكلات التربوية في الأسرة وسائر ما يختص بتدبير المنزل المقتبسة من أقوال حكماء ومبدعين عالميين .
جذبت صفحات المجلة أقلام كثير من الأسماء اللامعة المهتمة في جوانب من الفعل الإبداعي آنذاك من بينهم: بريهان قمق والفنان صالح أبو شندي وصالح السقاف وإبراهيم السمان وجميل أبو قورة وجوفر حداد وجمال نقاوة وخضر نعيم وفرحان الزعبي .
لم تكن مجلة (هواة الفنون) هي الأولى في الأدبيات الثقافية والفنية بالمملكة بل سبقتها مجموعة إصدارات متنوعة، لكنها ظلت حريصة طيلة سنوات صدورها بأن تكون صدى لحالات في المشهد الفني الأردني الذي أثمر لاحقا على طاقات تبوأت مكانتها المرموقة في سائر ميادين الفعل الإبداعي المحلي.