الدستور -
حصل مسلسل »التغريبة الفلسطينية« على اعجاب كل من شاهده سواء عبر محطة (MBC) او التلفزيون السوري خلال شهر رمضان.
وكان للمشاركة الاردنية دور بارز في العمل تمثلت بالفنانين: جوليت عواد وجميل عواد وسميرة خوري ورفعت النجار وهشام هنيدي.
الفنانة سميرة خوري قامت بالمسلسل بدور »ام عطية« المرأة البدوية المتعاطفة مع اللاجئين الفلسطينيين.
حول دورها وعن »التغريبة الفلسطينية« كان هذا الحوار:
الام
* حديثنا عن ترشيحك للعمل كيف جاءت؟
- كنت في البداية مرشحة للقيام بدور »الام« في المسلسل، لكن ظروفا حالت دون ذلك.
اذكر منها توجه الشركة المنتجة (سوريا الدولية) ورغبتها في عدم تكرار الشخصيات التي بعثت الادوار الرئيسية في مسلسل »الدرب الطويل« الذي أنتج قبل سنوات في الاردن ولنفس الكاتب (طلب مني القيام بدور آخر، وفي البداية ترددت، وعندما فكرت للحظة وجدت ان واجبي كفنانة تحمل رسالة ان اشارك بهذا العمل لما يحمله من معاني الانتماء والجهاد والمقاومة والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني ولو بجملة واحدة.. وعليّ الاّ اتردد، بل انني شعرت ان عدم المشاركة في العمل خيانة.
فقمت بدور »ام عطية« رغم صغر الدور وبساطته لكنه كان يحمل بداخله معاني الحرية والدعوة الى التحرر ومواجهة الاحتلال.
»ام عطية« امرأة بدوية فلسطينية تعيش بين المهاجرين ونتيجة للظروف الاجتماعية القاسية فلم تستطع تعليم ابنها الوحيد فانحرف وأودع السجن وقد قام بدور »ابو عطيه« الفنان هشام هنيدي.
كانت »ام عطية« تشارك اسرة »ابو احمد« (نموذج العائلات الفلسطينية) افراحها واتراحها.. ودائما كانت تتواجد معهم حتى كان النزوح الثاني.. وعندما طالت الهجرة فكر البعض بالنزوح فظهر البطل الفنان جمال سليمان) ونام في الزقاق وقال من يريد الخروج فليدس على جسدي.
مثلت »ام عطيه« - انتفاضة - ما فاعتملت بداخلها كل ما سكنت عنه طوال السنين الماضية، فقالت - في المشهد -: انهض يا ابو صالح وما بخطّيك الاّ الرَّدي.
وتحدّث زوجها قائلة: اذا كنت تخشى عرضك فهو مصان وحَمَلت »الشبرية« في موقف بطولي.
لقد وافقت على هذا الدور من اجل ذلك المشهد الذي ترجم الحال شخصيا وفنيا وعوضني قليلا عن دور الام الى حد ما.
الانتاج
* كيف كان الانتاج للعمل؟
- لقد كان جيدا وسخيا ولم تبخل الشركة المنتجة بأي شيء لاظهار العمل بمنتهى المصداقية وفي جميع المراحل.
* كم استغرق تصوير »التغريبة الفلسطينية« وماذا عن اماكن التصوير؟
- تم تصوير العمل في اربعة شهور تقريبا ولعل من اسباب نجاحه ذلك الانتاج والنص الجيد والمخرج الجيد والممثلون الذين كانوا على درجة عالية من الابداع.
التصوير كان في سوريا في منطقة (عمار الحصن) قرب حمص وحلب واماكن اخرى.. وقد تم بناء ديكور لقرية فلسطينية بكل تفاصيلها بحيث شعر المشاهد كأنه في قرية فلسطينية.. ثم كان بناء الخيام على امتداد البشر وكأن الشعب الفلسطيني كله موجود فيها.
كما تم تجهيز سيارات قديمة مناسبة لتلك المرحلة.. اضافة لبناء بيوت (الطوب) للتعبير عن المرحلة التالية للاجئين.
الدرب الطويل
لو اردنا المقارنة بين مسلسل »الدرب الطويل« و»التغريبة الفلسطينية« لنفس الكاتب د. وليد سيف.. كيف تجدينها؟
- »الدرب الطويل« للمخرج صلاح ابو هنود كان الانتاج فيه محدودا ومعظم التصوير تم داخل الاستوديو مما افقده المصداقية كما انه لم يُعرض بشكل مناسب فلم يلق الرّواج اللازم بعكس »التغريبة« ذات الانتاج الكبير والامكانات الهائلة.
ومن المفيد لعمل مثله ان يُترجم الى اكثر من لغة ليطلع العالم على معاناة الشعب الفلسطيني.
* ثمة ملاحظات على اللهجة في مسلسل »التغريبة الفلسطينية« من قبل بعض الممثلين كيف تفسرين ذلك؟!
- كان هناك مدقّق للهجة الفلسطينية لكن وجدت بعض الهفوات وهذا امر طبيعي برأيي امام عظمة مسلسل بهذا الحجم.
المصداقية في الاداء تغطي عادة على ضعف اللهجة والناس يتابعون الحدث اكثر من اللهجة.
* هل كانت المشاركة الاردنية بالمسلسل كما ينبغي؟
- برأيي المشاركة كانت ضعيفة، بعض الممثلين كانوا يرغبون بالانضمام للعمل مجانا، ولو فعلوا لكان الاداء اجمل لاتقانهم اللهجة الفلسطينية اكثر.
لكن للمخرج رؤيته واختياراته وهذا حقه.
* كيف تعامل المخرج المبدع حاتم علي معكم كممثلين؟
- لاول مرة اشارك في عمل سوري ولهذا اوجه لهم التحية الكبيرة لما لمسته كفنانة فلم اشعر بالفرق بيني وبين اي ممثل سوري على الاطلاق.
الفنان حاتم علي مخرج جيد موهوب يعمل بحرفية عالية وقد ذهلت امام قدراته كشاب قاد فريقا من العمل بشكل دقيق فهو يعرف ماذا يريد.. وقد سخّر لغة الكاميرا لخدمة العمل وليس من اجل اشخاص معينين.
تخيّل عدد الكومبارس (حوالي الف شخص) وقد ظهروا عدة آلاف.. كذلك تم نصب (300) خيمة فظهرت عدة مئات.
كذلك بالنسبة لمعاملة الممثلين والحرص على راحتهم خلال العمل، من حيث توفير الطعام والشراب، والاحترام من قبل كافة العاملين في المسلسل مما انعكس ايجابا على اداء الجميع، وهنا اتساءل لماذا لا يتوفر هذا الجو في بلدنا؟!
اعتقد ان »التغريبة الفلسطينية« اهم عمل شاهده الناس في العالم العربي خلال عام 2004.
* ما هو احساسك الان بعد مشاركتك في هذا العمل الكبير؟
- حقيقة شعرت بالحزن لاننا كفنانين نلقى الترحيب والتقدير خارج بلادنا فنحن لدينا الطاقات المبدعة والتلفزيون لا يقوم بواجبه.
مشاركتنا في »التغريبة« وغيرها من الاعمال العربية تفتح لنا الابواب لاعمال قادمة، فهل يُعقل الا تكون لدينا في الاردن جهة منتجة للدراما سوى المركز العربي للانتاج التلفزيوني؟