Thursday 21st of November 2024
 

عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 

مواقع التواصل الاجتماعي

 
 
  • التاريخ
    12-Nov-2009

مثقفون سعوديون يستبقون ملتقى الأدباء السعوديين بالدعوة لتأسيس اتحاد مستقل دعوا لتأسيس صندوق لرعاية الأدباء وصياغة استراتيجية ثقافية

الشرق الاوسط -

بعد نحو شهر من الآن، ينعقد في مركز الملك فهد الثقافي في العاصمة السعودية الرياض «ملتقى الأدباء السعوديين»، وهو الملتقى الثالث الذي يجمع الأدباء السعوديين لبحث أحوال الثقافة وأهلها والعلاقة بين المثقف ووزارة الثقافة والإعلام، والعمل على صياغة استراتيجية للعمل الثقافي تراعي التطورات التي تشهدها البلاد.

عدد من المثقفين السعوديين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بهذه المناسبة، عن تطلعاتهم أن يسفر الملتقى الثالث المقبل عن توصيات تعالج بعض الإشكالات المتعلقة بواقع الأدب في السعودية. من أبرز هذه التوصيات تأسيس اتحاد مستقل للأدباء، تتفرع منه روابط مهنية، أو جمعيات تقوم على تطوير الإبداع، بالإضافة لإدراج تنمية الشأن الأدبي والثقافي في الخطط الخمسية للدولة، ودعوة وزارة الثقافة والإعلام لتبني خطة استرتيجية لإيجاد البنى الأساسية لمراكز ثقافية متكاملة في المناطق المختلفة.

يذكر أن الملتقى ينعقد في الأيام الثلاثة الأخيرة في 17 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

جبير المليحان: اتحاد مستقل للأدباء

* وقال جبير المليحان رئيس النادي الأدبي في المنطقة الشرقية، ومؤسس شبكة القصة العربية، إن السعودية تحقق حاليا نموا كبيرا محليا وعلى الصعيد الخارجي، معتبرا أنه «من المعيب حقا بشأن الوطن، ألا يكون ثمة تمثيل رسمي، وقانوني للشأن الأدبي والثقافي والمعرفي على المستويين العربي والعالمي».

وأضاف المليحان، أن الجانب الرسمي الثقافي الذي يتمثل بوزارة الثقافة والإعلام، وبوجود 16 ناديا أدبيا، وفروع عدة لجمعية الثقافة والفنون، ليست كافية لتلبية طموح المثقفين وخاصة فيما يتعلق بالمشاركات الخارجية، مشيرا إلى أن «اتحاد الكتاب العرب ـ مثلا ـ يقبل أدباء ومثقفين سعوديين في لقاءاته واجتماعاته ومؤتمراته بشكل شخصي كضيوف، أو مراقبين (فقط) دون أن يملكوا حق الحضور الرسمي والمشاركة في المناقشات والمقترحات وحق الترشيح والتصويت في انتخابات اللجان، كونهم لا ينتمون إلى اتحاد أو رابطة أو تجمع مهني معين».

وطالب المليحان أن يسفر الملتقى المقبل عن تأسيس «اتحاد مستقل للأدباء، تتفرع منه روابط مهنية، أو جمعيات ترعى شؤونه، وتقوم على تطوير إبداعه»، مضيفا: «ننتظر من الملتقى القادم أن يطرح ويناقش العديد من القضايا الملحة، والهامة، وأن يخرج بتوصيات قابلة للتنفيذ». ومن بين التوصيات التي يتطلع لها المليحان «إدراج تنمية ودعم الشأن الأدبي والثقافي والمعرفي في الخطط الخمسية للدولة، بدءا من الخطة الخمسية العاشرة، ومطالبة وزارة الثقافة والإعلام باعتبارها الراعي المنوط به أمور الثقافة تبني خطة استراتيجية لإيجاد البنى الأساسية لمراكز ثقافية متكاملة في عواصم المناطق، بالإضافة إلى تفعيل جائزة الدولة التقديرية للأدباء».

وكذلك، لتضمين التوصيات الاهتمام بالنشر الأدبي والثقافي الإلكتروني، ودعمه، بجانب دعم نشر وتوزيع الكتاب، بالإضافة إلى الدعم المالي للأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، وتكريم الرواد الأحياء، مع أهمية صياغة مشروع تتبناه وزارة الثقافة والإعلام لتفريغ المبدعين كما هو في دول عربية أخرى.

الوشمي: سقف الطموحات

* أما الشاعر السعودي الدكتور عبد الله الوشمي، نائب رئيس نادي الرياض الأدبي، فتحدث عن التحديات التي تواجه هذا الملتقى، حيث يرى «أن المؤتمر الذي يرعاه خادم الحرمين الشريفين، يواجه تحدي رفع مستوى الإعداد والترتيب، كما يواجه تحدي الاستجابة لطموحات الأدباء السعوديين القديمة والمتعددة».

ويشير الوشمي إلى أن الملتقى يوفر فرصة نادرة لفتح ملفات مختلف القضايا العلمية، باعتبار أن المؤتمر متخصص في المجال العلمي وليس الثقافي فقط، مشيرا إلى أن وزارة الثقافة والإعلام بصدد عقد مؤتمر آخر يعالج قضايا الثقافة والنشر وغيرها.

في حين قال الأديب السعودي محمود تراوري، إن هذا الملتقى يمثل فرصة تتيح التلاقي بين المثقفين والأدباء والمهتمين بقضايا الأدب، وتجديد تلاقيهم الذي يتكرر في السنة عبر أكثر من ملتقى تنظمه الأندية الأدبية، مضيفا أن هذه الملتقيات «تفتح آفاقا أمام الأجيال المقبلة للاستفادة من مخرجات هذه الملتقيات للعمل على تقوية ملكات الإبداع، وغرس ملكة التفكير وتحفيز الفكر النقدي، وإطلاق طاقاتهم الإبداعية الكامنة».

عبد الرحمن الدرعان: رابطة وصندوق

* الأديب عبد الرحمن الدرعان يشير إلى أن الأهمية تكمن في تنفيذ التوصيات التي يسفر عنها مثل هذا الملتقى، مشيرا إلى أن «توصيات ملتقى الأدباء في العام 2004 على الرغم من أهميتها لم تسفر عن أي نتائج توازي طموح المثقفين».

ويقول الدرعان: «وزارة الثقافة والإعلام معنية أكثر من أي وقت مضى بالسعي بكل إمكاناتها نحو إحداث التحول الإيجابي الذي يتناغم مع مكانة السعودية سياسيا واقتصاديا. إن المثقفين يتطلعون إلى تشكيل رابطة للأدباء والكتاب تعمل على إيصال صوتهم ولم شملهم وخدمة طموحاتهم وحمايتهم، بالإضافة إلى إنشاء صندوق مالي لدعم المشروعات الأدبية ومعالجة الحالات التي يمر بها المثقف». ويأمل الدرعان كذلك في توفير مساحة للقطاع الخاص في الاستثمار في الثقافة من خلال إنشاء القنوات الثقافية وبث روح الوعي في مقابل قنوات التسطيح التي لا تكف على مدار الساعة من افتراس عقول الشباب، مطالبا بإعادة جائزة الدولة التقديرية للأدباء.

ويدعو الدرعان للاهتمام بالتنمية الثقافية الموجهة للطفل وتنشيط المكتبات العامة التي ما زالت مستودعات للكتب، والعمل على تحديثها، حاثا كذلك الملتقى المقبل على تبني برامج دورية منظمة بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص لإعادة الاعتبار للقراءة واستثمار الوسائط المعرفية في التثقيف والتوعية.

نورة القحطاني: نتائج وتوصيات قابلة للتطبيق

* أما نورة القحطاني، الباحثة والمتخصصة في الرواية السعودية، فترى أن قرار عقد مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث جاء في وقت تحتاج فيه الساحة الأدبية والثقافية توفير مزيد من الدراسات الجادة التي تتناول قضايا الفكر والأدب في ظل التحولات المختلفة والمتلاحقة التي تشهدها الثقافة السعودية الآن. وتضيف القحطاني: «إن تبني الوزارة لهذا الملتقى دليل على وجود وعي عميق بدور الأدب والأدباء في عملية التنمية بكل أبعادها الفكرية، والاجتماعية، والاقتصادية، وغيرها، بعد نداءات متكررة من جميع المثقفين لعقد هذا المؤتمر، ومطالبتهم بضرورة إنشاء رابطة للأدباء السعوديين تخدم قضاياهم، وتسعى لدعم رسالتهم التنويرية التي من أهم أهدافها تحقيق الرقي الإنساني وبناء الإنسان القوي بعلمه والمعتز بدينه والوفي لوطنه».

وتأمل القحطاني أن توفر الدراسات التي يناقشها الملتقى فرصة لتقديم توصيات قابلة للتطبيق على أرض الواقع، «وأن لا تظل تدور في فلك التنظير الذي عانت منه الساحة الثقافية زمناً ليس بسيطاً لم يثمر إلا عن أفكار مؤدلجة ظلت حبيسة الكتب على رفوف المكتبات». وأشارت القحطاني إلى أن الملتقى مدعو لمناقشة قضايا الإبداع الجديد وإشكالات الحرية المنفلتة في ظل غياب النقد العلمي الصحيح وتراجع الدراسات النقدية للتجارب الجديدة، وفي ظل تزايد الإصدارات الأدبية للجيل الجديد من الكتاب والكاتبات، مشيرة إلى أن كل تلك الإشكالات بحاجة إلى طرح علمي وفكري ينهض بمستوى الأدب المحلي ليخرجه من دائرة المحلية.